البحرين متقدمة طبياً، وهذا أمر ليس حديث العهد، بل تاريخنا الممتد يبين كيف أن مهنة الطبابة دخلت البحرين منذ بدايات القرن السابق بشكلها المنظم، ومن خلال ممارسيها المؤهلين، وكيف أن المرأة البحرينية أيضاً كان لها دور ووجود في المنظومة.

ومع مرور الزمن تطور الطب لدينا إلى درجات متقدمة جداً، وخرجت البحرين آلاف الكوادر من الأطباء والممرضين من الجنسين، وتوسعت في إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية بما يفترض أنه يغطي احتياج المواطنين والمقيمين.

لكننا كجيل فتحت عيوننا دائماً على مستشفى السلمانية الطبي كأكبر وأبرز مستشفى عام ضخم يقدم خدماته الطبية، إضافة إلى المراكز الصحية المنتشرة طبعاً، وبعده بسنوات وجدنا المستشفى العسكري في إنجاز طبي يحسب لقوة دفاع البحرين، ولاحقاً جاءتنا التحفة الطبية التي تحمل مسمى ملكنا المعظم مستشفى الملك حمد ليخدم أهالي المحرق والمناطق القريبة والحالات التي يتوافر لها العلاج فيه.

وبمناسبة المستشفيات الكبيرة على غرار السلمانية والعسكري والملك حمد، فقد وصلتني عدة ملاحظات من أهالي المنطقة الجنوبية، وتحديداً أهالي الرفاع والزلاق وجري الشيخ ودرة البحرين يقترحون ضرورة إنشاء مستشفى كبير على غرار السلمانية ليكون مخصصاً لأهالي المنطقة الجنوبية.

الفكرة تتلخص كلها في خدمات الطوارئ العاجلة والعمليات الصعبة والمعقدة والعلاجات التي يصعب تقديمها في المراكز الصحية التي تهتم بالمعالجة الأولية أو التعامل مع الحالات البسيطة والمتوسطة.

نعم هناك المستشفى العسكري العريق بخدماته وإنجازاته الطبية وبكوادره التي يشاد بها، لكنه مستشفى إنشاؤه جاء ليمنح الأولوية في المعالجة لمنتسبي قوة دفاع البحرين نظراً إلى عدد كوادر جيشنا الباسل وضرورة توفير العناية الطبية المختصة بهم. وهذا ما يعني تعذر استقبال بعض الحالات الأخرى ووجوب اتجاهها للمستشفيات الكبيرة الأخرى التي تتعامل مع الحالات الطارئة كالسلمانية والملك حمد.

نتمنى استجابة لمطالب وحاجة أهالي المنطقة الجنوبية أن يتم العمل على إنشاء مستشفى بمستوى السلمانية والملك حمد ليخدم عدد الأهالي والمقيمين الكبير في هذه المنطقة، مع تمنياتنا للجميع دوام الصحة والعافية.

اتجاه معاكس

لمن قدر الله له أن يتجه لأحد المستشفيات في وطننا العزيز للحصول على العلاج، أطلب منه التدقيق في الكوادر الطبية التي تتعامل معه. أقول ذلك لأنني أجزم بل أعلم أن لدينا كوادر وطاقات بحرينية من الجنسين هم بالفعل «ملائكة رحمة»، هم أبطال في مجالهم، هم كفاءات يفخر بهم الوطن حتماً. فإن جئت لترى مستوى الاهتمام فستجد شيئاً يخفف عنك، وإن جئت لترى الأخلاق فستجد شيئاً يبهرك، ولست أتحدث هنا عن الأطباء فقط، بل أتحدث عن غالبية الممرضين والممرضات، إذ شاهدت بعضاً منهم بعيني كيف يعمل، فوجدت بالفعل ملائكة تمشي على الأرض ووجودها رحمة من الله للناس.

هذا النموذج الجميل الغالب، وإن كانت من بعض الحالات بعكس ما وصفناه، فإنها حالات تشذ عن القاعدة، إذ لن تجد أجمل وأحن من «قلوب البحرينيين» الممتهنين للطب والتمريض، فشكراً من القلب لهم جميعاً.