النظام الإيراني قتل المواطنة الإيرانية الكردية مهسا أميني بسبب الحجاب، ضج الإيرانيون وخرجوا إلى الشوارع محتجين فتم قمعهم بكل وحشية، وبسبب تناقضات النظام ولجوئه إلى اعتقال وقتل وقمع من لا تعجبه آراؤهم ومواقفهم وسلوكهم ضج الناس في العالم كله وانتقدوا ممارسات الملالي، ما عدا أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» ويتخذون إيران موئلاً وصار النظام الإيراني يوفر لهم الماء والكلأ، إذ لم يتجرأ واحد منهم -نفر واحد فقط- ويقول إن ما قامت به «شرطة الأخلاق» أمر لا علاقة له بالأخلاق ولا بالدين ولا بالإنسانية وأنه اعتداء على الحريات، ولم يتجرأ واحد منهم -نفر واحد- ويقول إن الطريقة التي تم ويتم بها قمع المواطنين الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم لتلك الممارسات والاحتجاج عليها لا تختلف عن الطريقة المعتمدة في الدول التي ينتقدون كيفية تعاملها مع المحتجين ومنهم إسرائيل.

النظام الإيراني استخدم الشرطة والقوات الخاصة لقمع الشعب الإيراني الذي خرج في مدن سنندج وديواندره الكرديتين وغيرهما والجامعات للاحتجاج على قتل الفتاة التي لم يتجاوز عمرها 22 عاماً بسبب عدم اقتناع «شرطة الأخلاق» بطريقة لبسها للحجاب أو لعدم ارتدائها له أو احتجاجها على هكذا قرار سلطوي واستخدم الرصاص الحي، والأكيد أنه لن يتردد عن إنزال الجيش والتعامل مع المحتجين بطريقة أكثر وحشية لو أنهم تقدموا في احتجاجاتهم.

كل أولئك الذين يرفعون شعارات الحرية والديمقراطية من المحتمين بالنظام الإيراني، في إيران وهنا وفي كل مكان، لم يقولوا حتى بينهم وبين أنفسهم إن ما قام ويقوم به النظام الإيراني إجرام أو حتى خطأ يستوجب النقد. كلهم صم بكم عمي. واضح أنهم يؤمنون بأن من حق نظام الملالي أن يفعل ما يريد وأن يتعامل مع الإيرانيين والإيرانيات بالكيفية التي يريد وأنه يحق له ما لا يحق لغيره؟

كيف لمن يدعون أنهم «معارضة» وينادون بالحريات وحقوق الإنسان أن يكون هكذا موقفهم من الحريات؟