«توقفوا عن التحدث باسم شعب البحرين لأن شعب البحرين ليس معكم ولم يعد يثق فيكم، يكفيه ما أصابه بسببكم. التحدث باسم الشعب ليس من حقكم، وحلم مقاطعة الانتخابات لن يتحقق» هذا هو ما يقوله كل مواطن رداً على أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» ويجزمون أن «الشعب سيقاطع الانتخابات» وتأخذهم تحليلاتهم غير الواقعية إلى حد الربط بين البرلمان والخطوات الخليجية والعربية التي اختارت أخيراً الصيغة الدبلوماسية مع دولة إسرائيل أملاً في إيجاد حل للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام للمنطقة.

واقع الحال يؤكد أن كل الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات المقرر انعقادها في الثاني عشر من نوفمبر المقبل إنما يضيعون وقتهم ويراهنون على أمر غير قابل للتحقق لأن «شعب البحرين» الذي يتحدثون باسمه قسراً «لا يأكل من هذا الكلام» ولم يعد ممكناً خداعه من جديد.

الربط القسري بين البرلمان ومثل تلك الأمور لا ينتج مفيداً وإنما على العكس يظهر القائلين به في شكل لا يليق بهم كأشخاص ولا بما يدعونه لأنفسهم ويدعون إليه، وكذلك التحدث باسم «شعب البحرين» الذي لا يحق لهم التحدث باسمه لأنهم إنما يتحدثون عن مجموعة قليلة لاتزال غير قادرة على التحرر من سلطانهم وليس لها أي تأثير. وبالتأكيد لن ينفع أيضاً القول إن الحكومة «زورت الانتخابات» لأن هذا لن يحدث ولأن ما يقولونه لن يصدقه «شعب البحرين» ولا العالم لأن الجميع سيرى حجم الإقبال على صناديق الاقتراع وحجم الفرحة التي تتحقق في هذا العرس الديمقراطي.

البيانان البائسان اللذان صدرا أخيراً وتم تذييل أحدهما بأسماء مجموعة قليلة من الأفراد وتذييل الآخر بأسماء مؤسسات سياسية غير معتبرة لا تأثير لهما لكنهما لن يكونا الأخيرين إذ كلما أمعن يوم الانتخابات في الاقتراب كلما أكثر أولئك من إصدار مثل تلك البيانات وزادوا من الإدلاء بالتصريحات فارغة القيمة للفضائيات السوسة، الإيرانية وتلك الممولة من النظام الإيراني ولكل جهة لاتزال مخدوعة بهم.