إن أردت شيئاً فإنك ستناله، الطموح لا يقف عند حد معين، الفوز يحققه فرد والنجاح يحققه الفريق، تلك هي فلسفة ونظرة الشباب السعودي في سبيل تحقيق رؤية 2030 للمملكة، كلمات واقعيّة لم أقرأها في سطور كتيب أو كتاب بل لمسته في سلوك وأفعال الشباب السعودي أثناء تواجدي في المملكة العربية السعودية الشقيقة وبالتحديد في العاصمة الرياض.

بالنسبة للإعلاميين والصحفيين كانت تجربة الاطلاع على فعاليات واستعدادات موسم الرياض فرصة للبحث عن مادة، والحصول على إجابات لعدة تساؤلات أولها «ماذا تغير في الرياض؟»، والإجابة لم تكن من خلال عروض مصورة أو مؤتمرات صحفية بل من تجربة واقعية في أرجاء المدينة.

فمن اللحظة الأولى في مدينة الرياض يمكنك أن تشاهد حجم التغير الكبير الحاصل في البنية التحتية، وكيف أن المدينة مقبلة على التحول إلى مدينة عصرية متكاملة تدير نفسها بنفسها، وكل ذلك كان نتيجة قرارات جادة من القيادة وإعادة تخطيط لقرارات سابقة.

ومن الأمور التي شدت الجميع آثار «السعودة»، وكيف أن دعم الدولة لمختلف الوظائف في القطاع الخاص كان له أثر كبير في المجتمع وانعكس بشكل إيجابي على الشاب السعودي، من طاقات تم تفريغها في المكان الصحيح، ومن فرص ظهرت لتطوير الذات وتعلم حرفة ومهارات جديدة، ومن تجربة أدت لاكتساب الثقة بالنفس، والناتج أفضل تمثيل للمجتمع.

بالإضافة لقوانين وقرارات نظمت كثيراً من الأمور في البلد، منها مكافحة الفساد وتشديد القوانين المتعلقة بالذوق العام والتحرش، ووصولاً لقرار إعادة جدولة إجازة المدارس لتكون في ثلاث فترات بدل فترتين، كل تلك الأمور لو تجمع في كتاب واحد ستكون النتيجة خطة إستراتيجية لجعل البلاد واجهة جذابة ومفضلة للسياحة الداخلية في المقام الأول ثم السياحة الخارجية.

وبهذا تجيب الرياض عن السؤال وتقول إن عصراً جديداً قد بدأ فيها وفي كافة أرجاء المملكة، عصراً تعتمد فيه البلاد على إمكانياتها وتطورها، عصراً يكون فيه العنصر البشري هو رأس المال والسبب في النماء، عصراً يكون فيه قطاع السياحة والضيافة رافداً أساسياً في دعم الاقتصاد الوطني ونقل الصورة الحضارية والمشرقة عن البلاد للعالم، انه عصر السعودية.