ولأننا صرنا في شهر ديسمبر فهذا يعني أننا صرنا في الخير الذي يظل مستمراً حتى نهايته ولا يتوقف بعده. فيه نحتفل بذكرى العيد الوطني المجيد وبذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم والعمل على الانتقال بمملكة البحرين إلى آفاق جديدة عبر مشروع جلالته الإصلاحي، وفيه نستذكر الشهداء ونحتفل بيوم شرطة البحرين، وفيه يفتتح الفصل التشريعي الجديد لمجلسي النواب والشورى وتبدأ المجالس البلدية دورتها الجديدة ونشاطها، وفيه يذوق شعب البحرين ألوان السعادة والهناء ويكبر الحلم والأمل لتحقيق كل ما يصبو إليه. في هذا الشهر يأتي الخير في وجوه عديدة.

ولأننا صرنا في كل هذا، ولأن ديسمبر الخير لا يمكن أن يمر إلا بمكرمات من حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه يتم الإعلان عنها في حينها وبأخبار طيبة يتوقع الشعب أن يزفها إليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، لذا صار على أولئك الذين ظلت عقولهم خارج المساحات المخصصة للعقل طويلاً أن يستغلوا الفرصة ويساهموا بفعل يذكرهم به هذا الشعب فيقدموا مبادرة يفهم منها أنهم أدركوا خطأهم وتعلموا منه وأنهم قرروا العودة إلى خدمة الوطن من أبواب أخرى تفضي بهم إلى تحقيق ما ينفعون به الشعب الذي لم يعد يتفاعل معهم فنبذهم وصاروا من الخاسرين، خصوصاً بعد الذي شاهدوه بأم أعينهم في إيران التي اتخذوها حضناً وتبين لهم في الشهرين الأخيرين تحديداً كذب النظام الحاكم فيها وكيف أنه قمع الشعب الذي يدعي أنه يريد الارتقاء به.

ليس أفضل من أجواء شهر ديسمبر ليؤكدوا أنهم عادوا إلى رشدهم وأنهم يرغبون في بدء صفحة جديدة يفيدون من خلالها ويكونون سبباً في إغلاق الملفات التي ظلوا حريصين على جعلها مفتوحة ولم يصلوا من خلال ذلك إلى مفيد.