تستمر المملكة العربية السعودية من خلال عدة مؤسسات في تطوير الإعلام السعودي النابع من إيمان المملكة بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في نشر الوعي وتوصيل صوت المواطن والمستهلك لأصحاب القرار، فقد شهدنا هذا الاهتمام الكبير تجاه الأجهزة الإعلامية من مهندس رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان، ففي حديث لمجلة «أتلانتيك» الأمريكية قبل عدة أشهر أشاد سمو الأمير بدور الإعلاميين في طرح عدد من القضايا، والأفكار، والحديث عن كل خطة، وعن كل استراتيجية، وعن كل سياسة تقوم بها كل وزارة، قائلاً «وهذا أمر جيد، ونحن بحاجة إلى ذلك؛ لأنك بحاجة إلى آراء العديد من الأشخاص، وكذلك بالنسبة لي كولي عهد للمملكة العربية السعودية، فهذا أمر جيد، حتى وسائل الإعلام العالمية، متى ما كتبت عن المملكة العربية السعودية، فإن كانت حقاً كتابة موضوعية، دون أي أجندات أو أيديولوجيات، فهذا مفيد للغاية بالنسبة لنا».

فقد أكد هذا التصريح على احترام وتقدير سمو الأمير محمد بن سلمان لدور الإعلام وكان له الأثر البالغ على كل إعلامي عربي فخور برؤية سمو الأمير والتغيير الجذري الذي حصل في المملكة العربية السعودية على جميع الأصعدة.

وتأتي كل مبادرة إعلامية وثقافية لتعزز نهج القيادة السعودية تجاه الإعلام وتؤكد أن الجميع يعمل من أجل بناء الوطن ويدرك جيداً أهمية المحتوى الإعلامي لتوصيل الصورة الصحيحة للمملكة، توصيل صوت المواطن واحترام الآراء المتعددة.. ولا يمكن أن نستثني أهمية دور الإعلام في مسيرة تقدم أي دولة.

وتقوم المؤسسات الإعلامية والثقافية والفكرية في المملكة بوضع استراتيجيات وخطط عمل مدروسة تتواكب مع كل التطورات التي يشهدها العالم.

وقد قام مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» بتنظيم حفل إثراء المحتوى شارك فيه أهم صُناع المحتوى العربي، وشهد الحفل الذي أقيم بمركز الملك عبدالله المالي بالرياض، إطلاق النسخة الثانية من مبادرة المحتوى العربي، وفتح باب التقديم على المبادرة.

وجاءت هذه الفعالية المميزة لتسلّط الضوء على أهمية تطوير كل ما يصل للمتلقي. كما وضح مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» عبدالله الراشد أن «المبادرة تنطلق من دور إثراء باعتباره أكبر مُنتِج للمحتوى في المملكة، حيث يوفر المركز الموارد والدعم للموهوبين والمحترفين، مما يجعل إثراء هو بيت المحتوى العربي». تجربة إثراء المميزة تؤكد على أهمية تطوير المحتوى وعدم الاعتماد فقط على المؤسسات الرسمية أو الكبيرة للوصول للمتلقي، فصناع المحتوى هم من يشكلون الرأي العام في قضايا مختلفة وعلى الدول الاهتمام بهم ودعمهم من أجل تقديم أفضل ما لديهم، ولا تعتمد الدول المتحضرة اليوم فقط على إعلامها الرسمي بل تضع ثقلها على صانع المحتوى الذي يصل لكل متلقٍّ من خلال شاشات التلفاز، «بودكاست» والهاتف الذكي، وما شاهدته في هذا الحفل هو اهتمام إثراء بصناع المحتوى، وأتمنى أن أرى قريباً تعاوننا بين إثراء ومؤسسة إعلامية أو ثقافية في البحرين لتنشيط قطاع صناعة المحتوى والاهتمام بكل بمبدع ومبتكر يستحق الدعم لتقديم أفضل ما لديه.