نستقبل غداً بمشيئة الله تعالى عاماً ميلادياً جديداً، نرجو من العلي القدير أن يكون أفضل من سابقه على المستويين المحلي والعالمي، ولا سيما أن العام 2022 كان مزدحماً بالأحداث والقضايا التي طالت البشر جميعاً وأثرت على أوضاعهم المعيشية والحياتية بشكل سيئ، بسبب التضخم وارتفاع الأسعار عالمياً جراء الحروب والنزاعات التي لا تنطفئ، واستمرار تداعيات جائحة كورونا وما أسفرت عنه من أوضاع استثنائية جعلت اقتصاديات العديد من دول العالم تواجه أوقاتاً صعبة.

وإننا في مملكة البحرين، ولله الحمد والمنة، استطعنا من خلال جهود فريق البحرين أن نتجاوز الأزمة بشكل كبير، ونجح برنامج التعافي الاقتصادي في عبور العديد من التحديات، حيث لم تنقص سلعة أساسية في الأسواق مطلقاً، وتواصلت مسيرة البناء والتطوير والمشروعات التنموية، وكان شعب البحرين خير معين لجهود الحكومة الموقرة في الوصول إلى هذه النتائج الإيجابية من خلال الصبر والمثابرة والإخلاص في العمل في مختلف المواقع.

ومع دخول عام 2023 فإن المواطن تحدوه آمال عريضة وتطلعات كبيرة بأن يحمل العام الجديد مزيداً من البشارات التي تلامس حياته بشكل مباشر في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية، ويأمل من السلطتين التنفيذية والتشريعية إقرار قرارات وتوجيهات تتعلق بزيادة الرواتب في ظل التضخم الذي طال أسعار كل المنتجات الغذائية والاستهلاكية، والتي باتت تأكل النسبة الكبرى من الرواتب، كما تأمل الأسر الأكثر احتياجاً والأرامل والمطلقات في تحسين أوضاعها وتطوير برامج الدعم المقدمة لها لتواجه «غول» التضخم الذي لا يرحم.

إن المواطن يتطلع في العام الجديد إلى زيادة فاعلية برامج التوظيف، وأن تصبح «البطالة» في عداد الماضي، وأن يتولى الشباب وظائف حقيقية تتناسب مع مؤهلاتهم وقدراتهم.

حل مشكلة الإسكان كان ولا يزال يشكل هاجساً لقطاع عريض من المواطنين ولأجيال أضناها الانتظار بالقوائم الإسكانية، ونأمل أن يشهد عام 2023 إطلاق مزيد من المشروعات الإسكانية؛ فالسكن هو مصدر الاستقرار والطمأنينة، ولا يمكن للإنسان أن ينجز في عمله ما لم يكن مرتاحاً وهانئاً في بيت مناسب يوفر له السكينة.

نرجو أن يكون العام 2023 عاماً مختلفاً على المستويات كافة، وبخاصة أننا لدينا مجلس نواب جديد وبرنامج حكومة جديد للأعوام الأربعة القادمة، ونأمل أن يكون عاماً تسود فيه المحبة والسلام والتعايش بين مختلف الدول والشعوب والثقافات والمجتمعات.

ونرفع بهذه المناسبة أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وإلى شعب البحرين الوفي، سائلين العزيز القدير أن يكون عام 2023 عام خير وبركة وأمن واستقرار ورخاء على مملكة البحرين الغالية ودولنا العربية والإسلامية والعالم أجمع.