تتجه أنظار العالم إلى مدينة «سانتوس» البرازيلية لتشهد تشييع جثمان «ملك» كرة القدم العالمية البرازيلي «أديسون أرانتس ديسامنتو» الشهير بـ«بيليه» الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى مساء الخميس الماضي عن عمر يناهز الثانية والثمانين عاماً بعد صراع مرير مع المرض ليطوي بذلك آخر صفحات حياة أفضل لاعب كرة قدم عبر التاريخ..

«بيليه» الذي عرفناه منذ أن «فتحنا» عيوننا على كرة القدم في منتصف خمسينيات القرن الماضي جعل من اللعبة متعة كتلك التي جعلها الملاكم المسلم محمد علي كلاي للملاكمة واستطاع أن يجعل الجميع يتغنون باسمه ويزدادون حبا وعشقا للكرة البرازيلية ولذلك فإنه لم يكن مجرد لاعب كرة قدم بل كان رمزا وطنيا وثروة وطنية ستظل البرازيل تفاخر بها مدى الحياة..

«بيليه» الذي يعد اللاعب الوحيد - حتى الآن – الذي نجح في الفوز مع منتخب بلاده بثلاثة ألقاب مونديالية – كان له الفضل الأكبر في اثنين منها عامي 1958 بالسويد وعام 1970 بالمكسيك – تخطت شهرته الإبداع المهاري داخل المستطيل الأخضر وامتدت لتشمل العديد من الأعمال الخيرية حيث كان خير سفير لبلاده في الكثير من المواقع والمواقف الإنسانية التي جعلته محتفظا بمكانته الرياضية العالمية لدى اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم وهما أكبر مؤسستين رياضيتين في العالم بمنحه لقب لاعب القرن

نحن هنا في مملكة البحرين كنا محظوظين بمشاهدة الجوهرة السوداء وهي تتلألأ على أرضية إستاد مدينة عيسى «الترابي» خلال زيارة نادي سانتوس إلى منطقة الخليج حيث التقى منتخبنا الوطني وفاز عليه بسباعية بعد أن أمتعنا «بيليه» ورفاقه بفواصل كروية رائعة خصوصا بعد نيله «الإنذار الشهير» من الدولي إبراهيم الدوي قائد المباراة!

مثلما كانت ولادة نجومية «بيليه» في السويد قبل نحو أربعة وستين عاما مبعث فخر وسعادة لكل البرازيليين، فإن مشهد الوداع الأخير لهذه الأسطورة الكروية من المتوقع أن يكون مشهدا مهيبا يجسد مكانته ليس في قلوب البرازيليين وحدهم بل في قلوب العالم أجمع.