ما نشرته الصحافة المحلية مؤخراً عن اجتماع اللجنة البرلمانية المعنية ببرنامج الحكومة، وتحديداً ما تمت مناقشته واقتراحه بإضافة محور إلى برنامج العمل تحت عنوان «تحسين المعيشة»، أمور إيجابية وتعتبر انطلاقة طيبة لأعضاء المجلس الجديد.

لكن هنا نتمنى ألا يكرر الأعضاء الجدد في البرلمان نفس سيناريوهات سابقة حصلت في بداية عمل البرلمانات السابقة مطلع الفصل التشريعي، وهنا أعني «الانطلاقة الحماسية» التي يعقبها «هدوء» يتحول إلى «روتين».

ومع التقدير والاحترام للجميع، فإن ما نشر تضمن معلومة تفيد بأن النواب وجهوا إلى الحكومة خلال الفترة الماضية القصيرة من بعيد إعلان التشكيل الجديد وأداء القسم ما مجموعه 73 سؤالاً، وهو رقم كبير في فترة قصيرة، لربما له مبرراته الملحة، لكن «الفيصل» هنا في الموضوع يرتبط تماماً بـ«النتائج»، وما يمكن تحقيقه بالتعاون مع الحكومة، من خلال تجاوب الأخيرة بشأن الممكن في ظل الظروف الحالية.

الحماس والاهتمام وطرح كل المقترحات والتساؤلات التي تهم المواطن، والتي بعضها جاء على رأس أولويات المترشحين للبرلمان، كلها أمور مطلوبة لتحقيق «حراك فاعل ومؤثر» من خلال عمل المجلس، هذا كله لا خلاف عليه. لكن ما نرجوه منكم هو «الاستمرارية» دون أن يصيبكم «الكلل والملل»، وخاصة أن التاريخ يشهد على مرور بعض النماذج علينا في هذا المجلس بدأوا بـ«عاصفة حماس» وتصريحات لا تتوقف، وفيها من الوعود للناس والتأكيد على تحقيقها ما جعل سقوف التوقعات ترتفع بالضرورة، لكن بعدها اتضح أن «النفس قصير»، وكثير ممن علا صوتهم هدأ بعدها بل اختفى.

هنا نقول إن المحور المقترح، أي «تحسين المعيشة» أمر مهم وضروري، بل تشكرون عليه، وأيضاً تشكرون على المقترحات المرتبطة به بشأن العلاوات وكذلك الإسكان وغيرها من تفاصيل، ونتمنى أن تتمسكوا بقوة بكل مقترح يصب في صالح المواطن، ويسهم بالفعل في «تحسين معيشته» والتخفيف عن كاهله، وأن تضاف إليها مقترحات أخرى ترتبط برفع المستوى، دون نسيان المتقاعدين وأهمية خلق الرضا لديهم بتعزيز مكاسبهم.

الفكرة هنا لا ترتكز على «مناكفة» الحكومة في شأن مشروع برنامج العمل أو مشروع الميزانية كما جرت العادة، بل هي ترتكز على العمل معاً كسلطتين تتفقان على مصلحة واحدة هي «مصلحة المواطن»، عبر حوار وتفاهم يحقق أفضل النتائج والمكاسب للمواطن في حدود القدرات الممكنة ووفقاً لاعتبارات المؤثرات التي تبينها الحكومة، مع أهمية مساهمة النواب بشكل جاد في إيجاد البدائل والمخارج ومزيد من المرونة بشأن ما يمكن التسديد والمقاربة فيه بحيث نخرج في النهاية بمحصلة تخدم المواطن، والأهم أن يحس بها وبتأثيرها على مستواه المعيشي وعلى تحسينه.

بحسب ما نقرؤه من تصريحات وما نفهمه، بأن أداءنا الاقتصادي في تصاعد، وأن خطة التوازن المالي تسير لتحقيق هدفها، وأن الميزان الاقتصادي يتحسن، وأن الاعتماد على الإيرادات غير النفطية يسير في وضعه المخطط له، وأن المؤشرات كلها بإذن الله إيجابية وتبشر بالخير، وعليه فإن المواطن بناءً على كل هذا سيتطلع بالضرورة إلى انعكاس ذلك إيجاباً على دخله وتحسين وضعه، وعينه بالتالي على النواب الذين رشحهم، كيف سيعبرون عنه وكيف سيقفون بمواقف تحقق تطلعاته، والأهم كيف سيعملون مع الحكومة للوصول إلى نتائج نهائية تعتبر مكاسب يعتز بها؟!

نراقب تحركات وعمل السلطتين، وكلنا أمل أن تتكلل المساعي المخلصة بالنجاح، وخاصة أننا نرى عملاً بإذن الله يكون جاداً لأجل هذا الوطن العزيز وشعبه الذي يوزن إخلاصه وولاؤه وانتماؤه بالذهب.