في الأسبوع الماضي تكلمت عن موضوع «العمل الإضافي» وكيف أن الحلول الوسط التي خرج بها جهاز الخدمة المدنية أنصفت طرفاً على طرف، وأن ما قالت عنه تعويض «أيام راحة» أو إجازة غير مجزية بالنسبة للموظفين.

واليوم سأطرح بعض الملاحظات على شكل نقاط، والتي وصلتنا من القراء، ودون مبالغة تفاعل معي كثير من الموظفين الذين لامسهم القرار وأثر فيهم.

الأولى والتي اتفق أغلبهم عليها، موضوع «أيام الأعياد»، وسأسردها كما وصلتني على ألسنتهم، «لم نمانع يوماً في الحضور وأداء مهامنا في أيام الأعياد والإجازات الرسمية، رغم رغبتنا الشديدة في قضاء هذه الأيام مع أسرنا وأصدقائنا، وكنا نتنازل عن هذه اللحظات المهمة والتي لا تعوض مقابل المردود المادي، ففي الأخير كنا نقول لأنفسنا ولأسرنا، بأن المبلغ الإضافي سيكون من أجلهم ولسد حاجاتهم». «والآن نشعر بأننا نعمل ونقدم أهم ساعات وأيام مهما في حياتنا دون مقابل، فما قيمة التعويض بأيام أخرى في فترة لا إجازة فيها ولا أعياد والكل ما بين العمل والدراسة؟».

والنقطة الثانية التي هي حقيقة ولم تتكلم عنها الجهات المعنية، نقطة «تعويض بأيام أو ساعات راحة»، فكما هو معلوم بأن ساعة العمل الإضافي في فترة الإجازات تساوي 150% وفي فترة العمل الإضافي العادي 125%، إذا لماذا يتم تعويض الموظف أيام الأعياد والمناسبات المهمة بأيام عادية؟ يوماً بيوم أو ساعة بساعة! أليس من العدل أن ينال الموظف يوماً ونصف يوم عن يوم إجازة رسمية؟

والنقطة الثالثة وهي عبارة عن سؤال من قبل الموظفين لجهاز الخدمة ولجهات العمل التي يعملون بها، «هل من حقنا أن نرفض الحضور في أيام الإجازات؟» نعلم بأن القانون يقول لا، إلا أن القانون اقترن في الوقت نفسه بالتعويض المادي، ونعم ستقولون أو أيام مساوية، إلا أننا لا نرغب في تعويض لا يحقق لنا الإنصاف ولا أي استفادة، لذا نتمنى أن نقضي الأعياد والإجازات كما باقي الناس، هل من الممكن؟

تساؤلات ونقاط مهمة تستوجب على جهاز الخدمة المدنية توضيحها والإجابة عليها، نعلم وندرك أن جهاز الخدمة المدنية مرجع أساسي وحصن لحماية وصون حقوق الموظفين وتحقيق الإنصاف بينهم وبين جهة العمل، وندرك أيضاً بأن بعض القرارات وإن كانت قاسية فهي لأسباب، إلا أن الجميع في الأخير يرغب في تحقيق التوازن بين العدالة والتضحية بين الجميع.