حادثة مستفزة، ولا معنى أو تفسير لها بتاتاً في عالم الرياضة، قام بها النظام الإيراني والمسؤولون عن تنظيم المباريات هناك، تمثلت بوضع تمثال للإرهابي قاسم سليماني في إستاد نقش جاهان، بين فريق الاتحاد السعودي، وسيباهان الإيراني.

هذا التصرف الأرعن، قابله لاعبو الاتحاد بصرامة وحزم، برفضهم خوض المباراة أو الخروج من غرفة تبديل الملابس، لحين إزالته، حيث لا معنى لهذا التصرف، ولا يمثل بأي شكل من الأشكال روحاً رياضية، فلم نسمع يوماً عن رفع تماثيل لإرهابيين، في مباريات كرة القدم.

حقيقة، رد الجمهور الإيراني كان هو الأجمل، الذي قابل هذا التصرف، برمي الأحذية -أجلكم الله- على التمثال، الذي تسبب بحرمانهم من المتعة التي جاؤوا من أجلها.

وفي رأيي، فإن تصرف الجمهور الإيراني، أعطى رسالة واضحة لنظام الملالي، بأنه لا يكترث بكل ما يفعله من تصرفات سياسية رعناء، وأن من يقدسهم النظام هناك، لا يمثلون شيئاً بالنسبة للشارع الإيراني.

الإيرانيون الذين ذاقوا الويل منذ أكثر من أربعة عقود على تولي هذا النظام المجرم للحكم هناك، يبحثون كما هو حال جميع شعوب الأرض عن السلام، والاستقرار، والرخاء المادي، والاستمتاع بحياتهم، بعيداً عن كل ما تقوم به دولتهم، التي تبدد أموالهم في دعم «حزب الله»، وميليشيات الحوثي، ومئات الجماعات والأحزاب والميليشيات الإرهابية المتطرفة في شتى بقاع الدول العربية، والعالم.

الجمهور، الذي استقبل بعثة نادي النصر السعودي سابقاً بكل فرح وسرور، ورابط أمام الفندق الذي يقيم به اللاعب كريستيانو رونالدو ليحظى بتوقيع منه أو مجرد مشاهدته على أرض الواقع، لم يقف ليبحث عن الإرهابي سليماني أو ليؤدي التحية لأي من جنرالات دهم الإرهاب الإيراني. هذا الجمهور، الذي حرمه نظامه من مشاهدة المباريات على أرضه، بسبب تصرفاته الرعناء، فرح أشد الفرح بمجرد عودة المباريات لوطنه، ولا يعير أي اهتمام بالبرنامج النووي، أو صواريخ إيران التي تهدد بها العالم، أو ميليشياته المنتشرة في كافة أرجاء الأرض.

النظام الإيراني منفصل تماماً عن شعبه، ولا يعرف ماذا يريد الإيرانيون أو يبحثون عنه.. هم يبحثون عن الاستقرار المادي والعيش بحياة طبيعية مسالمة كباقي شعوب الأرض، والنظام يبحث عن انتصارات وهمية، وزعزعة الأمن والاستقرار لدى دول الجوار والمنطقة.

كما أثبت النظام الإيراني مجدداً، أنه لا يبحث بأي شكل من الأشكال عن السلام، ولا عن حسن الجوار، ولا عودة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع دول العالم، بل يناور، ويراوغ، ويتحين كل فرصة ليذكر الجميع، بأن هذا هو ما جُبل عليه النظام، ولن يتغير بتاتاً.