لقد أثبتت مملكة البحرين العزيزة بقيادة مليكنا المعظم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وأطال عمره، وبلغه ما يتمنى وما يكنه عظمته من حب ورغد عيش ووحدة وطنية متماسكة لأبناء وطننا الغالي، يساويه في هذا الاتجاه لجميع دولنا العربية الشقيقة، وأن تكون وحدة كلمة قادتنا حفظهم الله وسدد على درب الخير خطاهم، هي الهاجس الأهم في ظروفنا الحاضرة وفي مستقبلنا الذي نتمناه صدقاً وإيماناً لأوطاننا والمواطنين جميعاً، إن هذا الصراط المستقيم الذي يجب أن نرسخه في الناشئة منذ نعومة أظفارهم، لنغرس في وجدانهم ما كنا نردده في ابتداء دراستنا الابتدائية «بلاد العُرب أوطاني»، واستحضر في هذا السياق المثل العربي «العلم في الصغر كالنقش في الحجر».

هذان المبدآن يجب أن تركز عليهما كل وزارة تعليمية في كل بلد عربي، وليس ترديداً بالألسن فقط، بل بالممارسة اليومية قولاً وعملاً، تدعمه وسائل توضيحية ووسائل جغرافية وتوجيهات بالغة المعنى، سهلة الحفظ والترديد والتغني بها دائماً، وأن تكون أجهزتنا الإعلامية الحكومية والخاصة هي المبادرة في هذا الاتجاه، وما أحوجنا إلى أن ننمي في قلوب الجيل الحاضر وأحفادنا، المعول عليهم القيام بالواجب لأمّتنا العربية الساعية لضمان مستقبلنا وديمومته، وأن نمد أيدينا لدول وشعوب العالم أجمع، بأننا أمة تسعى لإقامة صلات حميمة وصادقة معهم، لاستتباب الأمن والسلام العالمي في كل ربوع الكرة الأرضية، كل هذا آمال ملك البحرين المعظم.

إن انعقاد القمة العربية الـ33 في مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وتأييد صادق ودعم مشهود له بالحكمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم بأن انعقاد القمة العربية الحالية في مملكة البحرين، لاقت كل إشادة وإطراء صادق من جميع القادة العرب، أشادوا بكل العبارات الصادقة التي وردت في كلمة الملك المعظم الافتتاحية، وأن جلالته صاحب سياسة فذة وفكر نير ودبلوماسية مرنة تسع كل شعوب العالم، تقوي الصلة بين إخوانه قادة الدول العربية الشقيقة، وزعماء الدول الصديقة، كل ذلك كان له الأثر في نجاح هذه القمة بامتياز، وصحافياً استشهد بما جاء على لسان أحد المحللين السياسيين الكبار من إطراء واستحسان بقيادة مليكنا المعظم، وماتم إعداده وتوفيره للقادة الكرام ومرافقيهم من استقبال يليق بمقامهم وكرم الضيافة، وللصحفيين العرب والأجانب أيضاً ليمارسوا واجبهم بكل يسر وسهولة، واتصالهم بمقار بلدانهم وتبليغهم بمجريات القمة لحظة بلحظة من خلال المقر المعد لهم من قبل وزارة الإعلام البحرينية، فلوزير الإعلام البحريني كل التقدير، فقد صرح الكاتب والمحلل السياسي عبدالوهاب بدر خان بما يلي: «إعادة طرح فكرة المؤتمر الدولي للسلام وتبنيها من القادة الكرام يعطيها زخماً كبيراً، ذلك أن مملكة البحرين لديها علاقات طيبة مع كل الدول، وليس لديها مشاكل عملية مع أي دولة من الدول الكبرى لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، فتبني القمة لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية سلمياً تحت إشراف الأمم المتحدة مهم ولافت»، كما ورد في جريدة الوطن الغراء، بما يفيد بأن مليكنا المعظم له علاقات متينة مع إخوانه العرب ومنزلة عالية ومع الدول الأخرى خاصة الدول الكبرى الصديقة.

وهذا الموقف المقدر من الجميع، له وزن ثقيل في ميزان الدبلوماسية الصادقة التي تثمن نوايا الساسة الصادقين الذين ينشدون العدل بالأحكام والساعين للألفة والتعايش السلمي بين الشعوب على اختلاف أوطانهم ودياناتهم وثقافاتهم، وأن يعم السلام أوطاننا، ونطورها للأفضل لتبقى ذكرى حميدة يذكرنا بها أحفادنا، فلجلالتكم حفظكم الله ورعاكم وأمدكم بعون من عنده لبلوغ وتحقيق ما تصبون إليه من خير لأوطاننا العربية والإسلامية ولجميع دول وشعوب العالم المحبة للعدالة والسلام، وأن نوجه كل طاقاتنا وثرواتنا لبناء أوطاننا وصالح أبنائنا وأحفادنا.