ما يحدث من إنجازات عالمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وما تقوم به حكومتها، برئاسة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يذكرني بالإنجازات الكبيرة التي قامت بها اليونان ومن بعدها روما، بالسيطرة على أوسع أجزاء من الكرة الأرضية، ولكن ان كانت كل من اليونان والرومان، ارضيتها التي قامت عليها هي الغزوات والحروب واستعباد المدن التي تسيطر عليها عن طريق القوة والبطش وحرق الأراضي، فإن حكومة الإمارات تغزو العالم عن طريق المحبة وفتح فضاءات التسامح ونشر السعادة فوق الكوكب الاًرضي الذي عليه نحيا ومن خيراته نقتات.
فإن يفتح سمو الشيخ محمد بن راشد الباب واسعاً أمام الشباب ليساهموا بما يملكون من أفكار ورغبات وأحلام لتحقيق ما يطالب به جيلهم والأجيال القادمة، لهو في تصوري ما لم تعرفه كل الديمقراطيات القديمة والجديدة، ولم تعرفه ديمقراطيات أمريكا وأوروبا والدول الاشتراكية التي تزايد دائماً على الحرية والتقدم.
أين ديمقراطية أمريكا وأوروبا من وعي دبي المتقدم عليها بسنوات ضوئية؟! هم لم يفكروا أبداً بإعطاء الفرصة للشباب لتسيير شؤون حياتهم، ورسم خارطة طريق مستقبلهم، هم لا يملكون الثقة بالشباب، تحت إطار أنهم لا يملكون الخبرة، لذلك ترى وزراء الشباب في حكوماتهم كبار السن، شبعوا ولا يملكون الحماس في هندسة الحياة الجديدة، متناسين أن لكل دولة مرحلة، ولكل وقت شبابه القادر على فتح مجالات أخرى للعيش، لذلك لم يفعلوا ولن يفعلوا كما فعل سمو الشيخ محمد بن راشد، بوضع شابة وزيرة للشباب في حكومته.
الديمقراطيات الغربية منها الشرقية والغربية، والشرقية التي تتكلم أكثر مما تفعل، لم تفكر ولن تفكر في أن تكون هناك وزارة للسعادة، مهمتها متابعة هموم المواطنين وكيفية الوصول إلى تخفيفها أو بالأحرى إنهاءها كلياً من مضايقة المواطن وإبعادها عنه بكل الطرق الممكنة، وابتكار الطرق والوسائل غير المعروفة.
وأنا أتابع هذه الإنجازات الهائلة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، الصغيرة في مساحتها، الكبيرة في رؤيتها العالمية، اخلع القبعة وأقف إجلالاً لسعيها الدؤوب لإنجاز ما لم ينجزه كل العالم. أقف وأحلم بأن تكون المساحات مفتوحة أمام شبابنا في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية ودول العالم.
وليس من الغريب أن أقول أن الشباب يشكلون الآن أكثر من نصف سكان العالم، وهم يشكلون كل المستقبل، فهم الذين سيكونون الأطباء والمهندسين والمحامين والمدراء والوزراء والكتاب والفنانين في قادم الأيام.
إذا حصلوا على المساحة فهم الذين سيغيرون العالم إلى عالم أجمل وأفضل وأنقى، عالم بعيد عن الحروب والكراهية بين الحكومات والشعوب.
إن حكومة دبي الجديدة، بوزرائها الشباب، تقوم بخطوة غير مسبوقة في العالم، خطوة في تصوري أنها استطاعت أن تحرج كل الديمقراطيات في الدول الكبرى، وتقول لهم بالفم المليان، «ها نحن نقدم لكم نموذجاً جديداً طازجاً، حاولوا أن تستفيدوا منه».
لدبي كل المحبة والتقدير والاحترام، على ما قامت به من إنجاز حضاري، وإلى المزيد من هذه الخطوات الكونية الجبارة التي تعيد المجد لدور الشباب. وأقول إن دبي التي تسير نحو الأرقى والأجمل، أتعبت غيرها من كل دول العالم، أحبك يا دبي.