يضحكني من يخبرني أنه ضاعت عليه فرصة ذهبية في شيء ما، فني أو ثقافي أو اجتماعي أو مالي، ويضحكني من يقول إنه لا توجد فرص على الإطلاق في مثل هذه الأيام التي نعيشها، فأصحاب الحرام كوشوا على كل شيء.
إن من يتكلمون عن ضياع الفرص، أي فرص، هم لا يعرفون طبيعة المفهوم الحقيقي لمعنى الفرصة، والذي أعرفه جيداً أن الفرص موجودة كوجود الهواء الذي نتنفسه يومياً، ولولا الهواء لما استطاع أي كائن منا أن يتنفس أو أن يعيش عدة دقائق.
والذي أعرفه أيضاً أن كل ذرة هواء نتنفسها، ليست أوكسجين وهيدروجين فقط، إنما هي عبارة عن كوكب، يحمل في داخله كل شيء، أفكار، رغبات، أحلام، مشاحنات، عشق، كراهية، حقد، كل شيء متوفر في ذرة الهواء أو الكوكب.
ومن ضمنها الفرص التي لا تنتهي، الفرص متوفرة دائماً وأبداً، لدى القلب المنفتح لاستقبالها، القلب المحب للعطاء، القلب الذي يتحدث مع نفسه حديثاً يومياً ومتواصلاً، ويقول له: «إن حصلت على الفرصة، سوف أقوم بمساعدة أهلي وأصحابي»، أي أن تفكر أن نجاحك سيقود إلى نجاح من حولك، إلى نجاح من تتعامل معهم، إلى فوزك وفوز الآخرين في نفس الوقت.
كن مبتسماً، راضياً، لا تشتكي للآخرين من همومك اليومية التافهة، مثل، أعاني من صداع، الأوضاع السياسية والاقتصادية سيئة، نحن متخلفون عن الغرب، نحن أمة ضحكت من جهلها الأمم، أبناؤنا سوف يضيعون، وما إلى ذلك من الأفكار السلبية التي توضح كم هي الشخصيات المريضة التي لا ترى كم النعم التي تملكها وكم الفرص التي تتحرك بين أيدينا ولكننا لا نراها.
الفرص الكونية تشتاق لك كما تشتاق لها، تنتظرك كما تنتظرها، ولكن تحتاج انفتاحك عليها، وعلى الخير الكثير الذي سوف يأتي من خلالها.
انفتح على الخير، وسترى النعم سوف تدق بابك من حيث لا تحتسب، تعامل مع النعم الصغيرة كتعاملك مع النعم الكبيرة، فإذا قدم لك أحد الأصدقاء أو المعارف أو زملاء العمل قطعة شوكولاته بمناسبة ما، وأحب أن ينقل فرحته إليك من خلال تقديم هذه القطعة لك، لا تعتذر بعدم أخذها منه، خذها بابتسامة عريضة، واشكره عليها، حتى لو لم تكن ترغب في أكلها، خذها، واعطها لشخص آخر، بعد أن يبتعد صاحب المناسبة.
إن قطعة الشوكولاته التي قدمها لك هذا الصديق، الزميل، نعمة من نعم الله، فإذا أرجعت النعمة الصغيرة، مرات ومرات، ثق أنك لن تحصل على النعم الكبيرة، والتي تسميها الفرص، لأن عقلك الباطن وكل قوانين الكون ستقول إنه لا يرغب في هذه النعم، وبالتالي ستغلق بوابة العطاء ومن ثم تمنع الخير من حيث لا تحتسب.
إن الفرص أو النعم كما قلت متوفرة ولكن تحتاج إلى من يستقبلها بابتسامة الرضا، وهناك من يردد دائماً، إن كنت تريد الحب قدم الحب بدون مقابل، وإن كنت تريد المال، قدم المال بدون مقابل، وإن كنت تريد السعادة اسعد غيرك بدون مقابل.
كن منفتحاً على كل ما هو جميل ورائع، وتذكر كن جميلاً ترَ الوجود أكثر جمالاً، انفتح على النعم التي في الكون، انفتح، وقدم الخير دون مقابل.