كلنا نعلم أن الأسرة هي أساس المجتمع، إذا كان الزواج بين شخصين قائم على المودة والرحمة والتفاهم والإحترام والإخلاص، فإن زواجهما يعد قاعدة قوية لبناء نفسية الأبناء بأسلوب إيجابي بناء، فيصبحوا أشخاصاً واثقين من أنفسهم متشبعون بالحب الذي عرفوه من آبائهم وتذوقوه راحة واطمئناناً، قائمين على الأخلاق الفاضلة والإعتماد على النفس في جو عائلي مريح وسعيد، هذه المشاعر المحبة الجميلة سيتعاملون بها مع الآخرين سواء كان ذلك من خلال التعامل مع زملاء لهم في المدرسة أو موظفين في العمل، أو في أعمالهم التجارية الخاصة، أو في علاقاتهم مع أسرهم.
لن تعرف قلوبهم الكراهية والغيرة والحسد ومحاولة الوصول إلى الدرجات الأعلى في وظائفهم على حساب زملائهم في العمل، سيتعاونون معهم لكي ينجزوا الأعمال الموكلة إليهم على أفضل وجه في جو من التعاون والمشاعر الإيجابية.
إن الذين ترعرعوا في ظل هذا النموذج من الأسر السعيدة، يحترمون مرؤسيهم، ويتعاونون مع هؤلاء الموظفين ضمن فريق واحد لخدمة المواطنين، في الوزارات أو في الشركات الخاصة، فيحصلوا على النجاح القائم على الأخلاق الفاضلة التي علمنا إياها ديننا الإسلامي والأديان السماوية جميعها.
كما أن هؤلاء المواطنين المخلصين سوف يكونون أزواجاً سعداء، إذا جعلوا زواجهم لزوجاتهم قائم على نفس المبادىء الأخلاقية التي ذكرتها من قبل، كأساس للأسرة السعيدة، وهم قادرون على ذلك لأنهم لم يعرفوا إلا الحب والاحترام والاستقلال واحترام رغباتهم من قبل آبائهم، في اختيار تخصصاتهم الدراسية، التي تشبع شغفهم للعمل والنجاح في المجالات التي يختارونها.
لكننا لا يمكن أن نحقق كل ذلك إلا إذا أنجب الآباء أبناء حسب قدراتهم الصحية والمادية، قادرون على رعايتهم وتوجيههم وتعليمهم والوصول بهم إلى مستويات عالية من التخصص العلمي وسط احتياجات العصر الحديث اليومية الأساسية، من مسكن وملبس وطعام صحي، واحتياجاتهم للأجهزة الإلكترونية التي أصبحت ضرورية في حياة الناس، وبعد أن دخلت المدارس وتحولت الدروس من كتب إلى معلومات يحملها الطالب في هذا الجهاز الإلكتروني.
وقبل كل شيء، علينا أن نعود أنفسنا وأبنائنا على حب القراءة بمختلف أنواعها، فالثقافة تحصن الأبناء من خلال نضجهم العقلي من الإنسياق وراء أفراد السوء والتطرف في الدين خصوصاً إذا قرأ الشباب كتب دينية تقوم على الاعتدال والتسامح واحترام حرية الأديان واحترام الرأي الآخر حتى لو كان مخالفاً لهم.
هذا النموذج من الأسر القوية السعيدة التي يخرج منها مواطنون ناجحون وعادلون من وزراء ومسؤولين وموظفين وتجار يقوى بهم الوطن ويتقدم.