* أمانة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه، ولم يوفه أجره» رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اشترى رجل من رجل عقاراً له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض، ولم أبتع منك الذهب، وقال الذي له صاحب الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية. قال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه، وتصدقا» متفق عليه.
فكثيرة هي أنواع الأمانة التي يتطلب فيها المرء أن يكون مخلصاً ويؤدي واجباته على الوجه الأكمل.. ومع تنوع مواقف الحياة وتعدد معاملات البشر، فإنك تستغرب عندما تتعامل مع صنوف من الناس انعدمت ذممهم، وخانوا الأمانة، ولم يقوموا بحقوق الآخرين الذين تعاملوا معهم بأبهى صور الأخلاق النبيلة!! عجبي من أناس باعوا ضمائرهم من أجل الحصول على حفنة من الدنانير، واستغلوا طيبة غيرهم من أجل أن يحققوا مآربهم الشخصية.. واحسرتاه على أولئك الذين اصطفوا في هذه الصفوف الدنيئة..
* لونك: تحتاج أحياناً أن تغير لونك حتى يعرف قيمتك الحقيقة من يتعامل معك، ويعرف قيمة نفسه وحقيقة أفعاله التي لم يستطع أن يترجمها إلى لغة مناسبة يتعامل معها باحترام مع الآخرين.. تحتاج أن تغير لونك حتى تضع حداً لبعض التصرفات الحياتية المشينة التي يعتقد البعض أنه سيخلد في الأرض عندما يتصرف بها وبجنون.. تحتاج أن تغير لونك وتكون صارماً حتى لا تتمزق أنسجة قلبك الطيب.. التي ستظل عنوانك البارز في حياة البشر..
* فرحة: تستحقها بالفعل عندما تحتفل بإنجازاتك في محافل الحياة.. فرحة رائعة تلك التي تتكلم بها مشاعرك بلغة الحب الجميلة عندما تحقق ذاتك أجمل إنجاز في واحات العطاء.. اترك عنك كل من يتفنن في إضاعة وقتك والتقليل من شأنك.. وارفع من قدرك وانطلق لتحقق إنجازاتك وتفوز في كل مواقف الحياة.. حينها ستلازمك الفرحة وستقدمها في طبق من ذهب لنفسك المحبة للخير..
* قرار: قد تندم في أحيان كثيرة على عدة قرارات اتخذتها في مسير حياتك.. وقد تتسلل إلى نفسك خيوط الإحباط واليأس لقرارات خاطئة «ومجنونة».. فلا تركن حينها إلى هامش التراجع النفسي حتى لا تؤثر على تفكيرك في القادم.. تبقى الحياة محطة تجارب تستلزم منك أن تستفيد من كل لحظاتها.. سيكون القرار الخاطئ هو خير كتبه الله لك.. فلا ينفع معه التباكي على اللبن المسكوب.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
* خبرات: تحتاج المؤسسات الوليدة وطاقمها التنفيذي وصناع القرار فيها، إلى نقلة نوعية في برامجها وأساليبها.. ولا يتم ذلك إلا من خلال الشراكة المجتمعية، وتبادل الخبرات مع المؤسسات الخبيرة في العمل الإداري والميداني.. لأن البقاء طويلاً في محيط العمل والإبقاء على ألوان الجدران بلا تغيير لفترة طويلة، سيصيب العاملين بالفتور والجمود، وستتحطم معالم التطوير على صخرة «التراث القديم».
* تأثير: هناك العديد من الوسائل التي تستطيع من خلالها أن تؤثر على الآخرين، بشرط أن تتفنن في التعامل مع كل شخصية على حدة، لأن كل شخصية لها مزاجها النفسي الخاص وطبائعها التي تتطلب أن تتعامل معها «بحرفنة».. ولعل أفضل وسائل التأثير الإيجابية بأن تطرق الحديد وهو ساخن، وتستغل فترات الصفاء الذهني للنفوس لتغرس من خلالها أجمل باقات الخير.. من المهم جدا أن تكون مؤثراً حتى تكون بصماتك شاهدة لك في كل ميدان..
* أسرتك: هي ملاذك الذي تحتمي به من ملمات الحياة.. هي من تفهمك وتحتضنك لتقلل من قلقك من مصاعب الحياة!! هي الحضن الدافئ الذي لا يمل منك، ويتفقدك كلما غبت عن أنظاره.. حافظ على هذه النعمة، واسكب فيها ماء المحبة الذي ترتوي منه معهم لتجدد أحاسيس المحبة في ميدان الحياة.
* الصاحب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل». وقال عليه السلام: «لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي». صاحب من حافظ على دينه.. ومن تجد سريرته نقية، وقلبه ساكن، ونفسه مطمئنة، ولسانه يفوح منه أجمل الكلمات.. فلا يمشي في الغيبة والنميمة، ولا يعيش في بئر الشكوى والتذمر والانتحاب.. صاحب كبار العقول من يشجعونك على الخير، ويحذرونك من مزالق السوء.. صاحب من يبادلك زهور المحبة والود والاحترام، فلا يرضى أن يمسك بكلمة عابرة تجرحك..
* لن ينسى أثرك: مهما قدمت، ومهما كتبت ونشرت وسعيت.. ستكون خطواتك شاهدة لك أو عليك... أثرك لا ينسى مهما تقادم الزمان.. ستظل المعلم الصادق الذي استطاع أن يغرس الخير في كل نفس قابلها في مسير حياته.. ستكون المعلم الذي سعى بأن يكون النموذج الجميل في حياة كل تلميذ صعد على كتفه ليبادله همسات المحبة والاحترام.. ستكون صاحب الأثر الذي تدعو له الأجيال.. تصفق لك وتقبل رأسك تقديراً وتبجيلاً وعرفانا لعطائك الممتد عبر سنوات عديدة.. يكفيك هذا التقدير.. لأنه طريقك إلى أكرم الأكرمين.
* ومضة أمل: عليك أن تختار بدقة أولئك الأفذاذ الذي سيصنعون معك مجد العطاء الخالد.