«حبك نار» هو ليس مطلع أغنية لعبدالحليم حافظ كما تظنون، «حبك نار» هو ليس عنواناً لمقال رومانسي كان يفترضُ أن أنشره في تاريخ الرابع عشر من فبراير لأخبركم أن الحب أينما وُجِدَ حلّ معه السلام وأنه صمام الأمان لحياة الفرد والجماعات في جميع الأزمان كما تعتقدون.

«حبك نار» وهو أيضاً ليس بموضوع أسرد قصة عاشقَين من قصص كان يا مكان عنا قد رحلوا وفي طريق لا يُعرف نهايتها قد بدؤوا، كما تتوقعون.

«حبك نار» قد يكون عنواناً جريئاً للبعض أو وقحاً للبعض الآخر، ولكنه لن يكون أوقح من ساعات انتظار بأيامها ولياليها لانقضاء كابوس بشري مدمر بدأ من مطلع عام 2011 ولايزال إلى يومنا هذا، في دولة عنوانها الطيبة والعز والكرامة اسمها سوريا الشام، كابوس يسعى إلى إبادة شعب من دون رحمة ولا مبرر ولا عذر. وللأسف الأمر من سيئ إلى أسوأ لدرجة أننا لم نعد نجد لهذا الوضع غير المفهوم والمنسوج بدماء الشعب المفجوع من تفسير له في معجم العرب المنكوب. وكي لا أطيل عليكم الكلام فإن «حبك نار» هو عنوان المسرحية التي عرضها مجموعة ممثلين سوريين لجؤوا إلى العاصمة برلين التي لم تتوانَ عن احتضانهم وإطلاق صوتهم للعلن بالرغم من اختلاف اللغة والثقافة والأعراف، إلا أن المشهد كان بليغاً في أن يتم فهمه من جميع الحاضرين، فقد فُتح عنهم الستار وتركت لهم حرية الكلمة والتعبير والاختيار. مسرحية تشرح الوضع الأليم لأهل بلد كانوا في ديارهم معززين مكرمين وفجأة وجدوا أنفسهم لاجئين مهجرين يتم التقاذف بهم ككرة الجليد.. لا يعرفون ماذا يفعلون؟ إن بقوا على أعتاب أرضهم أحرقوا بلهيب نيران الحرب والجوع والتشرد والقهر والحصار، وإن هاجروا منها أحرقوا بنيران الغربة واكتووا بما يكتوى منه المستضعفون في بلاد الرأسماليين.

المسرحية عندما تشاهدها لا تجد لها نهاية، لأنه للأسف الشديد فنحن مثل هؤلاء الممثلين الذين يمثلون شعباً أذل إلا من الكرامة لا ندري معهم متى وما هي وكيف ستكون النهاية!!!

ولا عساي إلا أن أردد معكم ما أبدع الشاعر الراحل أحمد شوقي بكتاباته:

ســــلامٌ مـن صــبــا بــــردى أرقُّ

ودمـــــــعٌ لا يـكـفكــــف يــا دمشـــقُ

ومــعــــــذرة الــيـراعــــة والـقـوافـــي

جـــــلال الـــــرزء عــن وصـــفٍ يـــدقُّ

وذكــرى عــن خـواطـرهـــا لـقـلبـــي

إلـــيــك تــلــفــــتٌ أبـــــــداً وخــفــقُ

وبـــــي مــمـــا رمـتـــك بــه الـلـيالي

جـراحـات لـها فـي الـقلب عـمقُ