في إيران حكومة فاشلة واصلت الأداء الفاشل للحكومات السابقة لها ولم تخدم الشعب الإيراني، وفيها إرهاب يملؤها من أقصاها إلى أقصاها ويدخل كل البيوت ويذوقه كل السكان، وإرهاب يتمدد بقبح إلى الخارج ويسيء إلى سمعة الإيرانيين وإيران التي اختطف النظام ثورتها ووفر نظاماً فاسداً صار مضرب الأمثال ومادة قابلة للدرس والبحث في جامعات العالم. في إيران الملالي نظام اعتمد السياسات القمعية التي تأسس عليها وانطلق منها وطبقها بسخاء على فئات الشعب غير الفارسية، وفيها سرقات وفساد اقتصادي وفساد إداري وبنية تحتية مهترئة، وفيها فتاوى تبيح لأركان النظام سرقة كل شيء بما في ذلك الهواء.. لهذا يعاني اقتصادها الكثير، ولهذا بان مقدار تأثره فور إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره التاريخي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني فانهار التومان وسينهار أكثر عند عودة العقوبات وزيادة الضغوط الأمريكية.

إيران الملالي ليست دولة بمعنى الدولة ولكنها منظمة إرهابية تتخذ شكل الدولة، والأجيال الإيرانية المقبلة ستثير الكثير من الأسئلة عن الكيفية التي تمكن بها هذا النظام من السيطرة على إيران والإيرانيين وسرقة ثورتهم والتحكم في حياتهم وإلباسهم ثوباً غريباً عليهم وإيصالهم إلى مرحلة الاعتقاد بأن السماح لهم بالتعبير عن حبهم لآل البيت عليهم السلام في المواسم الدينية مثل ذكرى عاشوارء منة تستحق الشكر والثناء والتقدير.

نظام الملالي في إيران نظام مهلهل من الأساس ولا يحتاج فضحه وتبين هذه الحقيقة سوى قرار شجاع كالذي اتخذه الرئيس ترامب الذي وفر المثال العملي على ضعف هذا النظام وهزال اقتصاده وقلة حيلة قادته الذين ابتزوا إيران ونالوا منها، وسوى وقفة جادة كالتي وقفتها بعض دول مجلس التعاون والتي لم تنخدع بالشعارات وتأكد لها من البداية أن النسخة المتوفرة من إيران منذ نحو أربعة عقود ليست هي إيران الثورة على شاه إيران وليست الشعب الإيراني المحب للحياة والساعي إلى تطوير حياته ومستقبله وإنما هي النظام الذي سرق ثورة الشعب واغتال كل القيم وكل الأخلاق.

اليوم تبين للعالم نتاج الحكم الفاسد الذي يمارسه النظام الإيراني، وتبينت الأسباب التي جعلته يضيق على الشعب الإيراني حتى وصل إلى التنافس على السكن في المقابر ونبش حاويات القمامة أملاً في الحصول على «لقمة نظيفة».

مؤلم أن يصير هكذا حال الشعب الإيراني الذي ثار على ظلم حكم شاه إيران وحلم بحياة أخرى، ومؤلم أن يتبين العالم مقدار الفساد الذي يعاني منه النظام الإيراني وترنح اقتصاده من مجرد إعلان قرار بالانسحاب من الاتفاق النووي، ومؤلم أيضاً لو أن الشعب الإيراني بكل فئاته لم يستغل الفرصة ويعاود التحرك والتعبير عن غضبه من النظام بالتظاهر والاعتصام والمواجهة خصوصاً مع توفر القيادة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق التي عليها ألا تتباطأ في استغلال الفرصة، فليس أفضل من هذا الوقت لإعلان الثورة على النظام، وليس أفضل من هذه فرصة حيث النظام في أضعف وأسوأ حالاته، وحيث لن يكون أمامه بعد قليل سوى القفز من السفينة أملاً في النجاة من الغرق.

ربما تتأخر الدول الأخرى المشاركة في الاتفاق النووي عن اتخاذ قرار الانسحاب منه لكنها في النهاية ستضطر إلى اتخاذه وستعلن انسحابها منه، ليس إرضاء للولايات المتحدة ولا خوفاً منها ولكن لأنها ستتبين عدم صدق النظام الإيراني وعدم التزامه واحترامه لمن يدخل معه في أي اتفاق، فهذا النظام يفهم السياسة بطريقة مختلفة ولا يمكن أن يرى في الصورة غير نفسه ولا يعرف أن السياسة تتطلب أموراً قد تجعله يقدم بعض التنازلات أو يغير تفكيره ومواقفه في بعض الأحيان.

النظام الإيراني مقبل على أيام سوداء لم يشهدها من قبل.