لا تستغرب عزيزي القارئ .. كما استغربت قبلك. نعم ورد اسم البحرين في أحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في فضل البحرين وأهلها، فقد بدد استغرابي كتاب بعنوان "مسند البحرين .. الأحاديث الواردة عن البحرين وتاريخها وأخبار أهلها، ومروياتهم في كتب الحديث التسعة" أهداني إياه مشكوراً الأستاذ عبدالله الغرير، وجاءت فكرة الكتاب من علامة الهند الشيخ المحدث عبد القيوم الرحماني رحمه الله عند زيارته للبحرين عام 1428هـ وكان أثناء تدارسه مع بعض طلبة العلم لصحيح البخاري كلما مر ذكر للبحرين وأهلها ومدنها وآثارها يقول لمن حوله: أين أنتم يا أهل هذه البلاد من بيان هذه الأحاديث وجمعها وشرحها وتدريسها إحياءً لمآثركم، وإبقاء لخالد ذكركم في حديث رسول الله".

ويروى عنه قوله: "سبحان الله البحرين مع صغر حجمها، وقلة ساكنيها، فازت بعشرات الفضائل والأحاديث والهند مع اتساع رقعتها، وكثرة ساكنيها، لم يرد في فضلها حديث واحد! أليس هذا بأمر عجيب !"

وقد تصدى لهذه المهمة الشيخ الدكتور حسن الحسيني حفظه الله، فقام بتقصي كافة الأحاديث التي جاءت في فضل البحرين وأهلها والواردة في كتب الحديث التسعة، وجمعها في كتاب.

بدأ الكتاب بإهداء إلى المنذر بن ساوي حاكم البحرين قديماً عظيم العقل والرأي الذي أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نظر في دين الإسلام فرآه للدنيا والآخرة بخلاف دينه السابق "الأسبذية" والذي كان للدنيا دون الآخرة. فما كان من المنذر بعد أن تأمل ونظر .. وفكر وقدر إلا أن نطق قائلاً : أشهد أن ما دعا اليه محمد حق، وأنه لا إله إلا الله، وأن محمد عبد الله ورسوله.

وبدأ الكتاب بتمهيد وجيز عن تاريخ البحرين تناول موقع البحرين الكبرى، وسبب تسميتها، مدنها القديمة، القبائل العربية التي سكنتها، وديانة أهلها قبل الإسلام.

ومما جاء في الكتاب صورة من الرسالة الأصلية التي أرسلها رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى عظيم البحرين والتي دعاه فيه للإسلام.

وكان لأهل البحرين أولوية المبادرة في بناء أول مسجد تصلى فيه صلاة الجمعة بعد المسجد النبوي الشريف، فيما عرف باسم "مسجد جواثي" روى البخاري "أن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله في مسجد عبدالقيس بجواثي من البحرين".

كما قام أهل البحرين بإهداء الرسول عليه الصلاة والسلام التمر البرني - وهو ما يعرف بالرزيز – فقد روي الإمام أحمد: أهدى وفد البحرين للنبي محمد قربة من تمر البرني، "فقال : ما هذا؟ قلنا هذه هدية". وفي رواية "أتسمون هذا البرني؟ قلنا: نعم، فقال: إنه من خير تمركم وأنفعه لكم".

هذا وقد بلغت عدد الأحاديث المروية عن البحرين "88" حديثاً صنفها المؤلف في أحد عشر باباً تناولت ما بين النبي صلى الله عليه وسلم والبحرين، إسلام أهل البحرين، فضائلهم، وصاياه صلى الله عليه وسلم لأهل البحرين وإجاباته على سؤالاتهم، الأحكام التي شرعت بسببهم، الولاة على البحرين والمبعوثون إليها من الصحابة، مرويات الصحابة من أهل البحرين، الأموال التي جاءت من البحرين

الكتاب يجيب على سؤال: هل كانت البحرين أحد خيارات دار الهجرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟؟!!

ختم الكتاب بملاحق وصور ووثائق، و8 فهارس مصنفة حسب موضوعاتها. الكتاب من إصدارات دار الحديث النبوي الشريف بمملكة البحرين .

ويعد الكتاب لتميزه وانفراده في موضوعه مرجعاً نفيساً للدارسين المتخصصين، ولكل المحبين للبحرين وأهلها.