ما إن تفتح برنامج التواصل الاجتماعي «الإنستغرام» الخاص بموقع هيئة البحرين للثقافة والآثار لوجدت أن كل يوم لا بد من برنامج، فعالية، أو نشاط، إما محلي أو دولي، شعبي أو وطني، شبابي أو اجتماعي. ولا ننسى الجوائز الدولية التي حصلت عليها مملكة البحرين والتي دونت بماء من ذهب في المنظمات الدولية والعالمية لترتفع معها راية البحرين عالياً.

فأنا شخصياً كلما هممت أن أكتب مقالاً من باب التعبير عن روعة إنجازٍ من هذه الإنجازات، أجد أن إنجازاً جديداً قد ظهر على الساحة الثقافية، وسجلاً مميزاً يُضاف إلى تاريخ المملكة قبل أن أبدأ بكتابة كلماتي، إلى أن شعرت ولو لبرهة من الزمن أن قلمي يتزاحم مع ماراثون طويل الأمد ومنقطع النظير مع هيئة الثقافة، تقوده إنسانة عبقرية التفكير واضحة الأهداف صريحة القول والفعل والمنطق اسمها يعتبر رمز الثقافة وعلومها، المتلألئة الذكر كحبات اللؤلؤ البحريني الأصيل «الشيخة مي بنت محمد».

وكون المحرق لها مكانة عالية في قلبي فلا أستطيع أن أغض النظر أو أؤجل الكتابة عن الفوز الذي حققته هذه المدينة وهي «جائزة الآغا خان لعام 2019»، وهذا يعود إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، والحكومة الموقرة، بتطوير هذه المدينة العريقة التي تمثل إرثاً تاريخياً باعتبارها العاصمة الأولى للحكم في البحرين، وهي المدينة الرائدة في التعليم والثقافة والأدب والرياضة.

إذ إن هذه الجائزة التي أنشأها الآغا خان الرابع في جنيف عام 1977، ذات معايير دقيقة وصعبة، وهي تهدف إلى تحديد ومكافأة المفاهيم المعمارية التي تلبي احتياجات وتطلعات المجتمع في العالم الإسلامي في عدة مجالات، منها التصميم المعاصر والإسكان الاجتماعي وتنمية المجتمع وتحسين وترميم وإعادة استخدام المناطق التي تحتاج للحفظ.

وكل هذه الجهود المذكورة في الجائزة قامت بها الشيخة مي بنت محمد، وإنجازاتها شاهدة للعيان. وهي جهود مشكورة عليها، حيث استطاعت من خلالها بنت المحرق من إعادة إحياء المراكز الأدبية التي كانت شاهدة على حضارة عريقة وتاريخ أدبي قادها آباؤها وأجدادها من أبناء العائلة المالكة الكريمة.

وأخيراً؛ فإن المحرق الحبيبة التي تحمل عبق الماضي العريق والتاريخ المجيد تستحق كل هذا التقدير. وفي الختام تحية وسلام محمّلة بالورد والريحان للإنسانة التي أعطت من دون حسبان الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على جهودها التي تعتبر محل اعتزاز وامتنان.