متى سيستعيد لبنان عافيته، ويكون للعقلاء دوراً في إنقاذ سفينته الغارقة، فبعد «الحريري» رحمه الله أخذت مشاكل لبنان في الازدياد، وانجرفت في سياسات لا تعني اللبنانيين في شيء، وللأسف انتشرت تجارة المخدرات وأصبحت لبنان محطة لإرسال المخدرات للدول الخليجية والعربية.

لبنان تلك الساحرة التي كان الجميع يرى فيها قطعة من الجنة بجمالها وجبالها، وأهلها المثقفون كيف لهم أن ينحدروا لهذا المستوى، كيف تغرق في الظلام من كانت عاصمة للنور العربية.

والغريب أن القائمين على أمرها وأولهم حزب الله لا يشعروا بفجاعة فعلهم، أليس هناك مراجعة للنفس، إن النتائج هي مؤشرات الفعل، والنتائج كلها كارثية.

إن الأنانية لحزب أو فئة تنقل أي بلد للظلام أو الحرب الأهلية فيجب أن يتنحى هذا الحزب أو هذه الفئة، ولا تكون المكاسب الشخصية على أنقاض بلد عظيم بحجم لبنان.

أعلن «حزب الله» أن إيران ستقوم بتأمين احتياجات لبنان من «البنزين»، وبالفعل قام «حزب الله» باستلام شحنات من البنزين، ولكن لبيعها إلى سوريا ويترك لبنان غارقة في الظلام، وبعدها نجد من يساندون «حزب الله» يتغنون بالكرامة وعنفوان لبنان وأنه لن يرضخ، لم يطالب أحداً لبنان بالرضوخ بل على العكس لطالما كانت الدول العربية داعمة ومساندة لبعضها البعض وليس اللبنانيون فقط، والعقلاء الذي يقرأوا التاريخ ليعرفوا أين كانت لبنان وأين وصلت.

المتشدقون بأنه لا اعتذار من قرداحي لأن هذا رأيه ولم يخطئ، وأنه لا تدخل في الشأن اللبناني وكلهم محسبون على حزب لا يلقي لمصلحة لبنان بالاً حيث أرسل شبابه يموتون في سوريا بأوامر قادمة من إيران، وشرخ العلاقة مع الدول العربية في أكثر من موقف بتصريحات تمس الشأن الداخلي للدول العربية، وخرج بلبنان عن صف العقلانية، وقوض مقومات نهضة لبنان لصالح إيران، وصالح توغله في السلطة واختطاف لبنان لمواقفه الخاصة، والتي لا تعني لبنان أو اللبنانيين في شيء.

والغريب أن البعض يتخيل أن رجاحة الصوت تعني الحكمة، فلو كان حكيماً كان ليدرك ما يقول: فكيف لشخص يمتلك الحكمة يتمنى للبنان انقلاباً عسكرياً كما صرح في نفس المقابلة التي تجاوز فيها في حق السعودية والإمارات، والأدهى أنه يتمنى انقلاباً عسكرياً مؤقتاً لمدة خمس سنوات.

الخمس سنوات فترة حكم كاملة، وليس فترة مؤقتة، وكيف للبنان لهذه التعددية في مكونات شعبه أن يرضى بانقلاب عسكري، خصوصاً أن به فئات وميليشيات تمتلك السلاح، إن تصريحاتك تنم عن جهل، فكما قالت الفنانة إليسا إنه «لا يفهم باليمني أو اللبناني»، وأن له أجندة أو توافقات مع الحزب الذي قوض مقدرات بلده.