تظهر خريطة الجينات الخليجية لعام 2021 أنه كان أكثر إيجابية من أعوام سبقت، فقد شهد العديد من الأحداث الدبلوماسية والأمنية وإن كانا منفصلين في الشكل إلا أنهما كانا متفقين في المضمون الإيجابي، فقد نجحت الدبلوماسية في رأب الصدع، وفي نفس الوقت صدت المتطاولين، حيث تشكل تضامن خليجي يثلج الصدر، كما حالف التوفيق المشهد الأمني وزاد نمو النجاحات رغم التعقيدات في المشهد اليمني في مأرب وشبوة. أولى النجاحات كانت المصالحة الخليجية، أهم حدث جيوسياسي في المنطقة بزوال حالة اللايقين التي كانت تسيطر على مستقبل عدد من الملفات المهمة، وفي عام 2021 بدأ تشكل مشروع خليجي كانت أولى خطواته التخلص من الاستقطابات والمحاور الإقليمية، التي أضرّت باستقرار المنطقة أكثر مما نفعتها. كما تحولت جائحة كورونا من وباء عالمي إلى قصة نجاح خليجية، حيث سجلت دول الخليج نفسها كأكثر الدول العربية نجاحاً في مواجهة كورونا، فصمدت اقتصادياتها وصمد مستوى المعيشة. وفي حرب إعادة الشرعية في اليمن، ورغم إعلان التحالف بقيادة السعودية عن مبادرة لإنهاء الحرب والالتزام بحل سياسي شامل، إلا أن الحوثيين تبعوا النهج الإيراني في الاشتراطات، فكانت ردة فعل التحالف والشرعية انكسارات الحوثيين في مأرب والآن في شبوة، ومقتل قادتهم وسفير طهران هناك، ولا يزال التحالف يكثف دعمه للشرعية بهجوم واسع النطاق ليؤكد أن عام 2021 حتى آخر يوم فيه بداية الانكسارات الحوثية. أما الأزمة اللبنانية-الخليجية فقد خرجت من باب العتب لتدخل في باب الحساب، فتم استدعاء السفراء والتشدد بمنح التأشيرات وكان أكثر الإيجابيات الموقف الخليجي المتضامن.

كان عام 2021 عام النجاحات الخليجية رغم فشل طهران في استغلال الانفتاح السعودي وعقد جولات حوار، كما كان عام الاعتماد على النفس بعد قرار واشنطن سحب باتريوت وكشف حجم التقارب الخليجي الروسي والخليجي الصيني. أما ملف إيران النووي فشهد انكسار الغطرسة الإيرانية في منع الخليجيين من المشاركة في 5+1 وجولة رئيس الفريق الإيراني المفاوض للإمارات والكويت كنافذة لتهدئة الخليجيين..

بالعجمي الفصيح

كان عام 2021 عام دول مجلس التعاون وظهور نسخة جديدة من الخليج، فهل هي أولى خطوات مشروع خليجي حقيقي متماسك؟