أطلق بنك البحرين والكويت بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسه مبادرات عدة سيعلن عنها تباعاً، وأعلن أمس عن مبادرتين منهم في غاية الأهمية المبادرة الأولى إسقاط القروض عن 50 مقترضاً بشروط ولست بصدد ذكر الشروط والترويج لها، والمبادرة الثانية التكفل بمنحة دراسية لمدة 4 سنوات لـ50 طالباً وطالبة للدراسة في جامعتي البحرين وبوليتكنك البحرين.

المبادرتان اللتان تلامسان الناس بشكل مباشر تعكسان رؤية البنك في الابتكار والإبداع ناهيك عن أهميتهما بالنسبة إلى الناس؛ فالكل في الوضع الاقتصادي الحالي سيكون ممتناً إذا كان من المحظوظين الذين سيستفيدون من مبادرة إسقاط القروض وكم أسرة ستستفيد من هذه المبادرة وستسد لها حاجة، والمبادرة الثانية الأكثر أهمية في نظري كونها ذات مردود على المدى البعيد على المجتمع وهي التكفل بتعليم 50 طالباً وطالبة.

ولنا أن نتصور أين سيكون هؤلاء الطلبة الخمسون بعد التخرج وكيف سيؤثرون على المجتمع، ومنهم بلا شك من سيواصل دراسته وسيكون مؤثراً في المجتمع طبعاً أنا لست بصدد تمجيد مبادرات البنك والترويج له وأصلاً أنا لا أتعامل مع البنوك التقليدية وإنما استعرض كيف فكر هذا البنك خارج الصندوق وحول مبادراته المجتمعية إلى مبادرات مؤثرة في المجتمع وأعتقد أن جميع المؤسسات المالية والمصارف والشركات بحاجة لأن تحذو حذو هذه المبادرات وتقدم مبادرات ذات قيمة تلامس المجتمع بشكل حقيقي وتكون عوناً للمواطنين، ومن هذا القبيل مساهمة بيت التمويل الكويتي بتبرعه لمشروع سهم الغارمين التابع لوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف.

مبادرات تستحق أن نرى مثلها من المؤسسات المالية والشركات وخصوصاً البنوك الإسلامية التي يفترض أن يكون لها دور كبير في تنمية المجتمع انطلاقاً من الأفكار التي قامت عليها المصرفية الإسلامية.

طبعاً فاتني أن أبين أن بنك البحرين والكويت كانت له مساهمات أخرى، مثل إنشاء مركز بنك البحرين والكويت الصحي في الحد وتأثيثه بالأجهزة الطبية وإنشاء مركز صحي جديد في قلالي وطبعاً ليس بنك البحرين والكويت الوحيد بل هناك بنوك أخرى مثل بنك البحرين الوطني وكلها مشاريع مقدرة ومؤثرة في المجتمع، لكن ينبغي أن توجه في المرحلة القادمة لمشاريع أخرى مثل تزويج الشباب الذين نسأل الله لهم العون في ظل ارتفاع الأسعار المخيف وابتعاث الطلبة للدراسة بالخارج فبناء الإنسان أهم من بناء البنيان كما يقال.