الصورة النمطية للشعب الفلسطيني تفترض إن الفلسطينيين كتلة واحدة وشيء واحد، هذا التصور يختزل فسيفساء الشعب الفلسطيني في نوع وشكل وصفات واحدة، هذه النظرة فيها قصور شديد، لأن الشعب الفلسطيني يتكون من ألوان دينية وعرقية متنوعة، كالمسلمين والمسيحيين والدروز واليهود السامريين. كذلك ما فرضته السياسة والاحتلال الإسرائيلي من تنوع بين عرب الداخل الذين يطلق عليهم «عرب 48» وعرب الشتات، كذلك ينقسمون من حيث المنطقة التي يعيشون فيها سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو القدس الشرقية أو المدن المختلطة مثل حيفا .

ربما يحتاج شرح خصوصيات كل مكون من مكونات الشعب الفلسطيني لمساحة أكبر من مقال تبعاً لأهمية وتشعب الموضوع، بيد أنه من الضروري إدراك الهيكل العام وبعض الخصوصيات التي فرضتها سنوات المعاناة الطاحنة التي عاشها هذا الشعب العظيم. أكبر تهجير حصل بعد حرب 1948 و1967 إلى المناطق والبلدان المجاورة خصوصاً الأردن وسوريا ولبنان، الذين ضلوا في داخل فلسطين التاريخية موزعين بين الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ويحملون جوازات سفر سلطة أوسلو الفلسطينية وهي مرحلة من مراحل اتفاق أوسلو للسلام الموقع في 1993، الذي اعترفت بموجبه منظمة التحرير بوجود دولة إسرائيل، وقطاع غزة التي تسيطر عليها حماس التي لا تعترف بدولة إسرائيل! أما عرب 48 فموزعون في أنحاء إسرائيل، منهم من يعيش في مدن مختلطة باليهود والعرب مثل عكا وحيفا والرملة واللد ومعلوت وتل أبيب- يافا وترشيحا والقدس، أو المدن ذات الكثافة العربية غير المختلطة مثل الجليل ومرج عامر والنقب، وجميع «عرب 48» يحملون الجنسية الإسرائيلية وجوازات السفر الإسرائيلية باستثناء عرب القدس الشرقية منهم من يحمل الإقامة الإسرائيلية وأغلبهم يحمل جواز السفر الأردني، وهذه حالة فرضت بعد حرب 1967 عندما احتلت إسرائيل القدس الشرقية التي كانت واقعة تحت السيطرة الأردنية. يمثل فلسطينيو الداخل أو «عرب 48» 21% من التعداد الكلي في إسرائيل بتعداد كلي حوالي 1.8 مليون نسمة، يمارسون الحياة اليومية مع الإسرائيليين، ويمارسون السياسة من خلال تحالف «القائمة المشتركة» وهو تحالف سياسي يضم أربعة أحزاب تمثل العرب في إسرائيل وهي «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» و«التجمع الوطني الديمقراطي» و«القائمة العربية الموحدة» و«الحركة العربية للتغيير»، وفي الأشهر المعدودة الماضية برز السياسي الفلسطيني الدكتور منصور عباس، بعد أن تم انتخابه في أبريل 2019 نائباً في الكنيست الإسرائيلي، ويتولى حالياً رئاسة اللجنة الداخلية بعد انضمام حزبه «راعام- القائمة العربية الموحدة» إلى الائتلاف الحكومي بقيادة نفتالي بنت رئيس الوزراء الحالي، وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها حزب عربي في ائتلاف حكومي منذ تأسيس إسرائيل، ومن المتوقع أن يصبح د. منصور عباس رئيس الكنيست الإسرائيلي في المستقبل القريب، ليكون أول عربي مسلم يتبوأ هذا المنصب.