تزخر البحرين بالمساجد المتنوعة والفخمة فمنها الجوامع الفخمة الشاسعة المساحة، ومنها مساجد الفروض الصغيرة، وفي العموم فإن مباني مساجد البحرين جميعها تتسم بسعة المساحة، وجمال التصميم، وتوفر جميع المرافق من دورات مياه وقاعات للصلاة وغرف للخدمات مثل المطابخ وغرف للقائمين على المسجد، وحدائق جميلة تحيط بالمسجد، كما تتسم مباني المساجد بكفاءة صيانتها ونظافتها، وتكثر المساجد في البحرين حيث يصل عددها إلى ما يفوق 1320 مسجداً موزعة على جميع محافظات البحرين، ومنشرة في جميع الأحياء بل إنك تجد في الحي الواحد أكثر من مسجد.

ومن المعروف أن مباني المساجد تنشأ بأموال الوقف وأموال المحسنين الذين يوقفون هذه المباني لتكون مساجد، ويستفاد مباني المساجد الموقوفة للصلاة وعادة لا تفتح إلا في مواقيت الصلاة، وتظل مغلقة بعد الصلوات، وبالتالي فإن غالبية المساجد لا تتجاوز عدد الساعات التشغيلية لمبانيها عن ثمان ساعات يومياً. أي أن مباني المساجد لا توظف بالشكل الكافي ولا تستغل على أكمل وجه.

ولا ينطبق هذا الوضع على جميع المساجد بل إن هناك بعض المساجد التي يستفاد من مبانيها بشكل أفضل، فتستغل قاعات الصلاة والغرف والمكاتب كمركز لتحفيظ القرآن، والبعض يستفيد من قاعاته للمناسبات الاجتماعية كاستقبال التعازي والتهاني للمناسبات السعيدة،إلا أن غالبية مباني المساجد لا تستغل بالشكل الكافي بالرغم من كثرة عددها وكبر حجم مساحتها، وحيث إن مباني المساجد هي مبانٍ موقوفة، فلابد من استغلالها خير استغلال عملاً بقاعدة ضرورة استغلال الوقف الخيري بأفضل السبل.

ويجدر بنا أن نذكر أن المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يستغل للصلاة فقط بل كان يستفاد منه كمكان للاجتماعات، ولتدريس علوم الدين، كما أنه مكان التقاء المسلمين وتقوية الأواصر بينهم.

ومن هنا نتمنى استغلال مباني المسجد أفضل استغلال، كالاستفادة منها لتدريس علوم الدين، وعلوم الدنيا التي هي فرض كفاية على المسلمين، والاستفادة من قاعات الصلوات كمنتدى لرجال الحي لاسيما المتقاعدين منهم، أو كمكتبات عامة أو غيرها من الأنشطة، بهدف زيادة عدد الساعات التشغيلية لمباني المساجد وذلك ضمناً للمزيد من الاستفادة من المباني الموقوفة.. ودمتم أبناء قومي سالمين.