بقلم: حسين الصباغ

تنحاز الجمعيات والمؤسسات الخيرية لاستخدام مسمى "الأسر المتعففة" لوصف أصحاب الحاجات من الفقراء والمكروبين ومن يواجهون ظروفاً معيشية صعبة إجمالاً، وذلك تقديراً لهم وحفظاً لكرامتهم.

وهذه التسمية وإن كانت الأجدر بالاستخدام، إلا أنها لا تنطبق على جميع هؤلاء حقيقة، فالمتعففون أصحاب مميزات وصفات خاصة تطرق لها القرآن الكريم في قوله تعالى: (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من المتعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً).



هذه الشريحة من الفقراء والمعوزين بالذات ولما تتصف به من قناعة وتعفف وعزة نفس، لا صوت لها في عالم اليوم حيث تنحاز وسائل الإعلام الجماهيرية والرقمية لأصحاب الصوت العالي ومن يحدثون ضجيجاً بعذر أو دون عذر، وكذلك حال المؤسسات المعنية بالفقراء والأسر المحتاجة الحكومية منها والأهلية وإن اجتهدت من أجل الوصول للمتعففين والمبادرة إلى إعانتهم.

ما هو العلاج إذن؟

العلاج حين تتسع دائرة الشعور بالمسؤولية ليشترك فيها الجميع، الكبير والصغير، الغني والفقير، حين يشعر كل واحد منا بمسؤوليته اتجاه أخيه وجاره وزميله في الدراسة أو العمل وحتى من يجالسه في المقهى.

قد يكون المتعفف من أقرب الناس إليك دون أن تنتبه، وقد يكون من قرابتك أو جيرانك وتظن أن أحواله طيبة، في غفلة لأنه لم يطلبك قط في حاجة، ولم تسمع منه قط شكاية، يصطبر على معاناته بصمت دون حكاية.

وعلى المؤسسات والجمعيات الخيرية، أن تبذل مجهوداً أكبر في الوصول لهؤلاء المتعففين واقتفاء أحسن سبل حفظ ماء الوجه في مساعدتهم وإعانتهم وهي مسؤولية كبرى تقع على عاتق هذه المؤسسات تتطلب منهم النزول لأرض الواقع وزيارة المحتاجين في بيوتاتهم وتفقد أحوالهم وعدم الاكتفاء بالأوراق الثبوتية والاستمارات التقليدية.