العطلة والأسرة هي محطة مهمّة فيها امتحان لعمق ووعي الوالدين

قالت رئيسة جمعية أصدقاء الصحة الدكتورة كوثر العيد إن "الصحة بمفهومها الحديث ليست فقط الخلو من الأمراض وإنما أيضاً تلامس الجوانب النفسية والاجتماعية في حياة الفرد وغيرها من الجوانب، والتخطيط للاستفادة من الإجازة الصيفية مسبقاً من الأُمور الهامة التي يجب على الأسرة الاهتمام بها وخصوصاً أنها تساعد على الوصول للصحة النفسية والاجتماعية إن تم الإعداد لها جيداً".

وأضافت أنّ "دور الأسرة يُعدّ كبيراً للغاية في التشجيع على القيام بتنمية المهارات وتنظيم الوقت في الإجازة الصيفية لأبنائهم، وذلك كي لا تضيع هدراً بدون الاستفادة منها بالشكل المطلوب، كما يجب أن يتعاون أفراد الأسرة في التخطيط لتنظيم العطلة الصيفية من خلال تنظيم وقت للاستمتاع بقضاء عطلة سياحية متميزة داخل البلد أو خارجه حسب التخطيط والميزانية المتوفرة، لذلك تجد الكثير من الأسر توفر جزءاً من مدخولها الشهري لقضاء إجازة صيفية ممتعة ومفيدة ومريحة، وأيضاً الاهتمام بمزاولة بعض من التمارين الرياضية التي يفضلها البعض سواء كانت داخل المنزل أو خارجه يقضي فيها الفرد وقته بصحة وفائدة وخصوصاً أن وقت العمل قد لا يجد الفرد فيه الوقت المناسب للتمارين، وأيضاً استكمال الجانب المفقود في حياة كلّ شخص سواء كان أحد الجوانب التعليمية والثقافية التي يرغب في الاطلاع عليها أو غير ذلك من تلك الأمور الأخرى المتنوّعة".



وبينت أنه "من المهم إعداد برامج وأنشطة مفيدة للاستفادة من أجواء العطلة الصيفية بشكل سليم، إنّ جميع هذه الأنشطة مهمّة ومطلوبة للأطفال والشباب في هذه السن المبكرة، ومن ثمّ يجب أن تسير كلّها متوازية مع بعضها بعضاً في وقت واحد حتى يمكن بناء شخصية الشباب ليكونوا أهلاً لتولي المسؤولية والمحافظة على أنفسهم والوطن ومسايرة التطوّر العالمي في مختلف مجالات الحياة. إنّ الأنشطة سواء كانت ثقافية أو رياضية أو اجتماعية، يجب أن تتم بالتعاون بين الأسرة والمدرسة أو الجامعة، كما يجب على الأسرة أن تهتم باشتراك الأبناء في الأنشطة المختلفة، وهناك تعاون وتنسيق مع بعض المدارس والجامعات التي تفتح أبوابها للطلاب خلال العطلة الصيفية لممارسة كلّ هذه الأنشطة، حتى تستوعب معظم وقت فراغ التلاميذ والطلاب".

وقالت إن "هذه فرصة لتنمية مداركهم وإبراز مواهبهم، باستخدام الوسائل الحديثة المتاحة الآن مثل الكمبيوتر الذي أصبح وسيلة تعليمية بالإضافة إلى استخدامه في الترفيه والترويح عن النفس، وهذه فرصة كذلك ليتردّد الطلاب على المكتبة الموجودة في المدرسة أو الكلّية أو المكتبات العامّة التي قد لا تُتاح لهم الفرصة للاستفادة منها خلال العام الدراسي. ولا يتأتى ذلك إلا من خلال إشراف الأسرة والتربويين وسعيهم الجاد نحو توجيه أبنائهم الطلبة لاستثمار العطلة الصيفية بشكل هادف ومفيد من خلال إشغال العطلة الصيفية والمحافظة على أوقاتهم من الضياع".

ولهذا يجب تحفيز الشباب على القراءة لإثراء معلوماتهم وتغذية عقولهم، وهناك مَن يسعى لتنمية قدراته ومواهبة في شتّى المجالات. وبهذا تحقّق العطلة الصيفية أهدافها من منظور تربوي لإعداد جيل منتج يساهم في تكافل المجتمع وخدمته وإعداد أبنائنا الطلبة للمستقبل.

وأردفت: "الإجازة الصيفية ينبغي أن تكون فرصة جيِّدة للتزود بكل ما له ذلك التأثير التربوي الذي تبقى فائدته مدى الحياة، ويزيد رسوخها يوماً بعد يوم. من المهم أن تحرص الأُسر على تهيئة برامج مفيدة في الصيف، فهي خطوة ومحطة مهمّة جدّاً من أجل بناء الأطفال والشباب، حيث إنّ العطلة والأسرة هي محطة مهمّة فيها امتحان لعمق ووعي الوالدين وكفاءتهم وفيها اختبار للفاعلين الحريصين على الشباب لوضع برامج فعّالة تستوعب هذه الشريحة وتشغل وقت فراغهم وتبعدهم عن كل ما يضر صحتهم".