هدى عبدالحميد

شاع مؤخراً مفهوم جديد للخيانة الزوجية وهي الخيانة الإلكترونية والتي يبررها البعض بأنها ليست خيانة لأنها تعتمد على الواقع الافتراضي وليس الواقعي ولكن يراها العديد أنها انتهاك للثقة التي هي أساس العلاقة الزوجية «الميثاق الغليظ» معتبرين أن الفراغ العاطفي وضعف الإيمان يقفان خلف سقوط الكثير من الأزواج والزوجات في هذه «الهوة المخيفة». وتسبب في كثير من الأحيان في إنهاء العلاقة الزوجية وتفكك الأسرة وحول هذا الموضوع استطلعت «الوطن» آراء الشباب ومفهومهم حول هذه العلاقات التي تتم عبر الفضاء الإلكتروني.

فمن جانبه أكد المواطن محمد الخالدي أن الخيانة الإلكترونية لا يمكن وصفها خيانة إلا إذا كان التخاطب مع الطرف الآخر خارج أمور العمل أو ما يمكن وصفه بالنقاشات والأحاديث العاطفية التي تدخل حيز الخيانة سواء كان ذلك بواسطة مكالمة هاتفية أو بالمراسلة المكتوبة.



موضحاً أن اتساع الفضاء الإلكتروني سهل من تكوين علاقات مشبوهة بين الجنسين قد تصل إلى حد الخيانة في بعضها، مؤكداً بأن الرقابة الذاتية وتحصين النفس والالتزام بالعادات والتقاليد من أهم الضروريات لتجنب الوقوع في فخ الخيانة الزوجية، لذلك فإن تم اكتشاف ذلك من قبل الزوج يجب عليه في بادئ الأمر التحري والتأكد قبل الشروع في اتخاذ خطوات أو إجراءات بحق الزوجة.

وفي نفس السياق قالت روى العلوي:

«إن الخيانة سواء كانت من فعل الزوج أو الزوجة سلوك غير سوي وينم عن عدم الأمانة وهو أمر يرفضه المجتمع وغير مقبول دينياً ويخالف عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا، والخيانة تنتكس على الطرفين حيث تولد الكراهية والمشاكل وقد تصل إلى الطلاق وتشتت العائلة».

وأضافت:«أما من ناحية الخيانة المستحدثة بما تسمى الخيانة الإلكترونية يجدها الشخص طريقة أسهل في إخفاء هذه العلاقة السرية ما بينه وبين الطرف الآخر لأن إلكترونياً متاح تغيير الاسم والهوية فيصعب التعرف على هذا الشخص إلا إذا تطورت العلاقة بالفعل وأصبحت العلاقة من إلكترونية إلى مباشرة».

وقالت: «من ضمن سلبيات العالم الإلكتروني العلاقات الإلكترونية التي تخرب بيوت كثيرة وتدمر عائلات وتشرد أطفال، ففي حال اكتشاف أحد الطرفين علاقة إلكترونية ستشكل صدمة وسيتعتبرها خيانة دون النظر إلى أي مدى ما وصلت إليه هذه العلاقة فأغلب من يكتشف لدى شريك حياته مثل هذه العلاقة يتخذ المنحى السلبي باعتبار أن هذه خيانة.

وأشارت أعتقد أنه في حال اكتشاف هذه المشكلة يجب البحث في الأسباب التي أدت بالطرف الآخر لمثل هذه العلاقة وعلى الزوجين ضبط النفس والنقاش وتحديد الأسباب وبهذا سيكونان وصلا إلى علاج نصف المشكلة، لافتة إلى أن السبب ربما يعود لفتور في العلاقة الزوجية أو تقصير أحد منهم تجاه الآخر.

وأوضحت: «نحن كمجتمع واعٍ ومثقف على دراية بالعواطف فلابد أن يكون هناك تفاهم ومصارحة وتسامح فالعصبية ستكون عواقبها وخيمة وستزيد المشكلة تأزماً، ولذا في حال تأكد شريك الحياة من ندم الطرف الآخر وعدم الرجوع لمثل هذا الفعل يجب أن يتكاتفا سوياً لعبور هذه المشكلة حتى لا تهدم الأسرة.

ومن جانبها قالت نادرة عنان: «إن تواصل أحد الزوجين مع شخص آخر في امور حياتية لا تعد خيانة خاصة إذا كان الطرف الآخر يعلم بها، لافتة إلى أنه لا يشترط للخيانة أن يكون هناك علاقة مباشرة بين طرفين. ففي هذه الأيام ظهر نوع جديد أُطلق عليه الخيانة الإلكترونية، والتي تتعدد أشكالها، ولكنها تظل خيانة، وهناك الكثيرون يمارسونها ويستظلون تحت مظلة أنها افتراضية وليست واقعية مبررين لأنفسهم أنهم لا يمارسون الخيانة بشكل واقعي، متغافلين عن أن بعض الكلمات التي تقال بين طرفين تعد خيانة لشريك الحياة، والنظرة بطريقة غير لائقة تعد خيانة، لغة الجسد في حد ذاتها قد تكون خيانة».

ولفتت إلى أن التصرف السليم في حال اكتشاف مثل هذه المشكلة أن يتم تصحيحها بمواجهة الطرف الآخر ومحاولة إيقافه عن مثل هذه الممارسة وفي مثل هذه الحالات ستهتز الثقة بين الزوجين ولكن مع التسامح وأعطاء فرصة أخرى يمكن أن تعود الثقة محلها السابق فلا يوجد شخص معصوم عن الخطأ، لأنه في حال اتخاذ منحنى المراقبة والتفتيش دون المواجهة سيزيد من المشكلة تفاقماً وستستمر ممارسة الطرف الآخر في الخيانة.

وأشارت إلى أن غياب الحياة العاطفية بين الشريكين تكون أحد الأسباب، بحيث أصبح من السهل في ظل هذه التكنولوجيا أن يتعرف الشريك على شخص آخر ويبادله ما ينقصه من فراغ عاطفي، لذا يجب على الزوجين معرفة تفاصيل واحتياجات الآخر وتلبيتها ولكن في حدود المسموح وحسب عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا وديننا.