الخجل هوعدم الجرأة على القيام بعمل ما أو قول شيء ما، لكن المفصل هنا متى نكون خجولين ومتى نكون جريئين أو تكون لدينا الشجاعة، والشجاعة هي الإقدام على فعل شيء ما لم نعتد فعله أو نخاف أو مترددون في فعله، وهذا يختلف على حسب الموقف، وما جعلني أفكر أن أكتب عن الجرأة والخجل هو صديقتي؛ فقد كنا نتكلم في موضوع دراستها، فقالت لي كان حلمي أن أكمل دراستي، لكن لم أكن جريئة كفاية لأبدي رأيي في هذا الموضوع أو أتخذ خطوة لإكمال دراستي، وهذه كانت رغبة زوجي عند زواجنا، فقلت لها إذن هناك وقت الآن لإكمال دراستك، قالت بعد خمسة عشر سنة لا لايمكن فقد كبرت فقلت لها العمر ليس عقبة، وقلت لها بالعكس أنت أديت رسالتك بالحياة كزوجة وأم، فلا تندمي لأنك احترمت رغبة زوجك وأديت رسالتك على أكمل وجه، والمستقبل أمامك، فلا تحبطي نفسك، والشهادة ليست وحدها التي تعلمنا الحياة، لكنها مكملة ومهمة لمستقبلنا العلمي والعملي، والأم مدرسة؛ فأمي لم تكمل دراستها من أجل تربيتي أنا وإخوتي وبرغبتها لم تكمل دراستها، لكنها علمتنا ما لم تعلمنا الكتب. علمتنا (دروساً في الحياة) فالأم مدرسة حتى لو لم تكن متعلمة أو لا تقرأ ولا تكتب. خلاصة حديثي أننا مرات نخجل من قول (لا) في موقف ما أو أن نبدي رأينا أو رغبتنا في شيء ما يستدعي منا قول (لا) أرى أنه طالما أننا نريد إبداء رأينا أو فعل شيء ما لا يتعارض مع مصالح الآخرين ولا يضرهم ولا يضر المجتمع ولا يضر أشخاصاً أو يثير الريبة أو الشك أو المشاكل، إذن لا مانع فنحن بحاجة مرات لقول (لا) للتوقف عن عمل شيء يتعبنا نفسياً وعدم قول ( لا) في مواقف تحتاج لقول (لا) يؤدي إلى الفشل والقلق والاكتئاب والندم لاحقاً وهناك خجل محمود وأيضاً جرأة وشجاعة محمودة كمثال شخص يلزمه عمله أو دراسته بالتحدث للجمهور فيجب أن يثق بنفسه أولاً وقدراته ويزيح الخوف ويكون جريئاً، وفي هذه الحالة يجب أن يتدرب على التحدث ببساطة مع أصدقاء جدد ويحاورهم ليكسر حاجزالخجل ويتعلم كيف يبدأ بالحديث، حيث إن أصعب مرحلة هي كيف تبدأ بالحديث مع شخص أو تبتكر مقدمة، إذن الجرأة والشجاعة جميلتان إذا وضعتا في مكانهما الصحيح وفيهما فائدتنا، حيث لا ضرر ولا ضرار ولا جرح لمشاعر إنسان أو فعل شيء خطأ فلكل مقام مقال.