هدى عبدالحميد

اعتاد كثير من الناس على سلوكات خاطئة يمارسونها في شهر رمضان، حتى صارت عادة لهم، لا ينفكون عنها، وهي من العادات السيئة التي ينبغي للمسلم التخلص منها.

يقول التربوي ومدرب مهارات الحياة الإنسانية عباس العكري سأستعرض لكم فلاسفة أسوأ عادات سلوكية في الشهر الفضيل.



وتطرق لسلوك الإسراف قائلاً: "فيلسوف الحاويات، صاحب أضخم حاوية قمامة، المستثمر في تدوير النفايات، له خطة تشغيلية لإدارة بطنه، لديه شتى الحلويات والأطعمة الدسمة على مائدته، الممتدة على سفرة تكفي لإشباع مجاعة إفريقيا، فما ضير أن يبات الأطباء على عناية مقامه الكريم، ضاع منه جهاز التحكم بشهوته للطعام، فإذا: (امتلأت المعدة، خرست الحكمة، ونامت الفطنة) فمشيئة الرحمن أن (يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع؛ وإلاّ لم ليرق على الضعيف، ويرحم الجائع).

وأضاف: "أما حرمه المصون فيلسوفة التحف، خازنة المقتنيات، متبضعة من مجمع لآخر، تعرقل سير المرور، توقف سيارتها في أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، مخالفة للاصطفاف والطابور، هي صاحبة الاحتياجات العظمى! هيا انظر معي لترى في منزلها شتى البضائع الاستهلاكية، لست أدري أمتحف أم مخزن للبضائع؟ لعلك تتوقع أني أبالغ في ذلك، فهي تشتري ما لا يستطيع فيلسوفها دفعه لستة أشهر قادمة، لكنّ فلسفتها برخص الأسعار في شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة لاستثمار الغد الأفضل، فهي لا ترى الفلسفة الاقتصادية القائمة على الادخار وتخصيص الثلاثين بالمئة من مصاريف الكماليات للخطط المستقبلية والاستثمار وأداء الديوان عند الحاجة، بل: (أنفق ما في الجيب؛ يأتيك ما في الغيب) أهو بنك هو أم جيب!

وتطرق إلى سلوك إهمال العمل قائلاً: "هما وابنهما فيلسوف الليل، يتناول جرعات من باقة المسلسلات وإدمان للتلفاز، ثم في كل واد يهيم، يسهر ثم يعود من سفرته المكوكية، ليستيقظ متأخرا، وفي مكتبه ترى جبال الهملايا من مستندات ومعاملات مغبرة، ينهار الدب من تعب السهر ليشارك في مسابقة السبات العميق، والعملاء يتساءلون: هل حدث عطل إلكتروني، أم أنّ الموظف في إجازة مرضية؟".

وتطرق إلى العصبية: "أما ابنتهما فيلسوفة العصبية، تصرخ هنا، وتركل هناك، عواؤها في كل الأرجاء، فهي سريعة الغضب والعصبية والنرفزة وهي من أكثر مشاعر الإنسان وضوحا فيظهر ذلك في تعابير وجهها، وتمارس في الأماكن العامة وحتى داخل المنازل".

وإشار إلى سلوك الفتوى دون علم قائلا: "من بعيد، تسمع صوت الجار الحكيم، فيلسوف اللسان، يفتيك لكل ما تسأل، دليلك الوحيد عن مسائل الشريعة والدين والقانون، فيفتيك عن الصائم المصاب بـ"كورونا"، وعن صحة صيام الطالب الذي يغش في الحصص الدراسية عن بعد، أو عن صوم سكان المريخ، يتصفح التلفاز ويتابع نشرات الأخبار والصحف الأجنبية، ويكفي في ذلك ثقافة دينية، لا يتحدث عن المسائل الفقهية الواقعية المفترضة، بل يفتي هناك على منبر الوعظ والإرشاد والفتوى دون احتراز وتريث".