وليد صبري

كشفت استشارية أمراض النساء والولادة والعقم د. فرح النعيمي عن أن "هناك مجموعة من الأمراض تمنع المرأة الحامل من صيام شهر رمضان، أبرزها إذا كانت المرأة الحامل مصابة بداء السكري غير المنتظم، أو إذا كانت مصابة بالتهابات بولية ونسائية مزمنة".

وأضافت في تصريحات لـ"الوطن" أن "المرأة الحامل تمر بثلاث فترات مهمة خلال الحمل، الفترة الأولى، هي أول ثلاثة أشهر، ثم منتصف الحمل، ثم الأشهر الثلاثة الأخيرة، وكل فترة متفردة بخصائصها، حيث تعاني المرأة الحامل في أول ثلاثة أشهر من أعراض الوحم، وبعض السيدات يكون لديهن وحم قوي، ومعظمهن قد يتعرضن للجفاف، وبالتالي الصيام في أول ثلاثة أشهر غير مستحب، لأنه يعرض الحامل إلى الجفاف بدرجة أكبر، وتكون المعدة فارغة لساعات أطول، الأمر الذي يتسبب في تهيج جدار المعدة، ويتسبب في تعرضها للقيء بدرجة أكبر".



وأوضحت د. فرح النعيمي أن "هذه الفترة تكون مهمة جداً فيما يتعلق بتكون الجنين بصورة عامة، وعليه نحن نحاول أن نمد المرأة الحامل بالأغذية المناسبة من بروتينات ومعادن وسوائل ولذلك لا ننصح بصيام المرأة الحامل في أول ثلاثة أشهر من الحمل".

وذكرت أن "فترة منتصف الحمل، تعد فترة جيدة للصيام إذا كانت السيدة الحامل لا تعاني من أية أمراض أخرى"، منوهة إلى "ضرورة الانتباه إلى أنه إذا كانت المرأة الحامل غير قادرة على أخذ كفايتها من السوائل أثناء فترة الإفطار إلى السحور، فهذا يعرضها إلى التهابات المجاري البولية، وتقلصات الولادة المبكرة، وفي حال كانت تعاني من هذه الأعراض يفضل عدم الصيام".

وفيما يتعلق بالثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، أفادت د. فرح النعيمي بأنها "فترة مناسبة للصيام، خاصة عند الحوامل اللاتي يعانين من زيادة الوزن، لكن علينا الانتباه إلى ضرورة شرب المياه والراحة وتناول الأغذية التي تحتوي على الطاقة العالية والبروتينات من بعد الإفطار حتى قبل الإمساك وذلك في حال عدم وجود أمراض أخرى مع الحمل في هذه الفترة".

وتطرقت د. فرح النعيمي إلى الأمراض التي تمنع الصيام، وأبرزها إذا كانت المرأة الحامل مصابة بداء السكري غير المنتظم، أو إذا كانت مصابة بالتهابات بولية ونسائية مزمنة، وإذا كان لديها قيء مستمر أو التهاب في المعدة والأمعاء، أو إذا كان لديها بودار خمول أو جفاف وعدم قابلية لأداء مهامها اليومية، وإذا كان لديها فقر دم مزمن أو فقر دم حاد أو إذا كانت مصابة بالإسهال أو إذا كانت مصابة بالإمساك ولا تتناول أدوية معينة، وأيضا هناك أمراض تتسبب في ترسب العصارة الصفراء في الجلد وهي أمراض لها علاقة بالكبد والمرارة وتزيد أثناء الحمل ولذلك على المرأة الحامل أن تتجنب الإصابة بالجفاف لذلك لا ينصح بالصيام في مثل تلك الحالات".

وفي رد على سؤال حول الصيام مع الرضاعة، أوضحت د. فرح النعيمي أن "عملية الرضاعة مهمة للطفل الوليد لأنها المصدر الذي يحصل من خلاله الوليد على المعادن والفيتامينات والطاقة والأجسام المناعية وفي الحالات كون الأم تقلل كمية الطعام التي تتناولها أو كمية السوائل التي تتناولها فهذا يؤثر بشكل مباشر على كمية الحليب المتدفق من الأم للرضيع، فإذا استطاعت الأم أن توازن بين كميات الطعام التي تتناولها من فترة الإفطار إلى الإمساك بحيث تكون كميات الطعام المتناولة كافية وتزودها بالطاقة وبالكميات الكافية لإنتاج الحليب من سوائل ومعادن وبروتينات، في هذه الحالة تستطيع الأم أن تصوم، أما إذا شعرت بأن كمية الحليب المتدفق بدأت تقل فيفضل أنها تصوم وتستعين بالحليب الطبيعي مع الحليب الصناعي أو أنها قد تضطر إلى الإفطار".