أ ف ب


أعلنت أوكرانيا الاثنين، أنها فقدت السيطرة على بلدة ميتولكينو المجاورة لمدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية والتي تحاول روسيا السيطرة عليها بالكامل منذ أسابيع، فيما أعلنت شبه جزيرة القرم تعرض منصات نفط روسية عائمة لهجمات أوكرانية.

وذكر حاكم منطقة لوغانسك سيرجي جايداي، في بيان نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي: "للأسف، لم نعد نسيطر على ميتولكينو"، وفقاً لـ"فرانس برس".

واستيلاء روسيا على بلدة ميتولكينو التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب نحو ألف نسمة، هو أحدث تقدم روسي في محيط سيفيرودونيتسك شرق أوكرانيا حيث واجه الجيش الروسي مقاومة أوكرانية قوية.


وتقدمت القوات الروسية ببطء في منطقة دونباس التي تضمّ لوغانسك ودونيتسك حيث ركزت جهودها العسكرية بعدما طُردت من المناطق المحيطة بالعاصمة في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.

وأشار جايداي إلى أن مصنع آزوت الكيميائي في سيفيرودونيتسك الذي كان فيه نحو مئة مدني، يتعرّض لقصف "مستمرّ" من قبل القوات الروسية.

وفي هذا الصدد، أكّد رئيس بلدية سيفيرودونيتسك أولكسندر ستريوك، بتصريح تلفزيوني سيطرة الجيش الروسي على معظم الأحياء السكنية في المدينة.

وقال: "إذا تحدّثنا عن مجمل المدينة، أكثر من ثلثها لا يزال تحت سيطرة قواتنا المسلّحة. يسيطر الروس على باقي الأحياء. هناك حرب شوارع مستمرة"، مشيراً إلى أن القوات الاوكرانية تتعرض للقصف بانتظام.

ويعد استيلاء روسيا على البلدة التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب نحو ألف نسمة، أحدث تقدم روسي في محيط سيفيرودونيتسك حيث واجه الجيش الروسي مقاومة أوكرانية قوية.

استهداف أوديسا

في السياق الميداني، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف الاثنين، إن القوات الروسية "قصفت مطار أرتسيز بمقاطعة أوديسا بصاروخ عالي الدقة من طراز أونيكس ودمرت محطة لتوجيه طائرات بيرقدار المسيرة"، حسب ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية على تليجرام.

وتابع: "قصفت مقاتلات ومروحيات الجيش الروسي 47 مركزاً لتجمع الأفراد والعتاد، ما أسفر عن تدمير عتاد عسكري في مناطق بجمهورية دونيتسك، ومنصة إطلاق صواريخ (بوك إم 1) في منطقة سيفيرسكا".

وأشار إلى أن وسائل الدفاع الجوي الروسية "أسقطت طائرة ميج-29 تابعة للقوات الجوية الأوكرانية في مقاطعة دنيبروبيتروفسك، كما أسقطت 9 طائرات مسيرة في مقاطعتي خاركوف وخيرسون وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك".

في حين، قال رئيس شبه جزيرة القرم، سيرجي أكسيونوف، إن القوات الأوكرانية هاجمت منصات النفط العائمة التابعة لشركة "تشيرنومور" للنفط والغاز الروسية.

وأضاف في منشور عبر حسابه في تليجرام: "لقد كنت على اتصال بزملائي من وزارة الدفاع، جهاز الأمن الفيدرالي منذ الصباح، ونحن نعمل بشكل أساسي على إنقاذ الناس. كان هناك 12 شخصاً على الرصيف، وتم إنقاذ خمسة منهم، فيما أُصيب 3" حسب ما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.

"دون المستوى"

وزارة الدفاع البريطانية، رأت في تقييمها اليومي الاثنين، إن أداء القوات الجوية الروسية كان "دون المستوى"، إذ أن "فشلها" حال دون تحقيق روسيا أهدافها المرجّوة منذ بدء الغزو في فبراير الماضي.

وأضافت في سلسلة تغريدات على تويتر: "تمركزت العمليات الجوية والبرية والتكتيكية الروسية على قطاع دونباس خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن أداء القوات الجوية الروسية دون المستوى".

ولفتت إلى أن القوة الجوية "عملت بأسلوب يتسم بالمخاطر المعاكسة ونادراً ما تخترق عمق الخطوط الأوكرانية".

ووصفت الوزارة البريطانية، التدريبات القتالية للقوات الجوية الروسية على أنها "كانت لسنوات مصممة لإبهار كبار المسؤولين، بدلاً من تطوير مبادرة ديناميكية بين أطقم الطائرات".

تحذير أوروبي وتوعد روسي

من جانب آخر، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إنه يجب محاسبة روسيا، حال مواصلتها عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم، واصفاً الأمر بأنه "جريمة حرب" حسب ما ذكرت "فرانس برس".

وأضاف بوريل في مستهلّ اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: "لا يستطيع المرء أن يتخيّل أن ملايين الأطنان من القمح عالقة في أوكرانيا، بينما يعاني الناس في باقي أنحاء العالم من الجوع. هذه جريمة حرب حقيقية".

وتابع: "أوّد أن أشدد على أن العقوبات الأوروبية ليست ما خلق الأزمة، عقوباتنا لا تستهدف الغذاء ولا الأسمدة. المشكلة ناجمة عن الحصار الروسي للحبوب الأوكرانية".

وكانت الدول الغربية طالبت موسكو بوقف حصارها للموانئ الأوكرانية المطلّة على البحر الأسود، للسماح بتصدير الحبوب إلى العالم في وقت تتزايد المخاوف من مجاعات في مناطق هشة.