الحرة

أعلنت وزارة الداخلية التركية، الثلاثاء، أن السلطات في ألبانيا ألقت القبض على مؤسس منصة "ثوديكس" للعملات المشفرة، فاتح أوزور، فيما بدأت الإجراءات المتعلقة بعملية تسليمه، وهو الاسم الذي وصفته وسائل إعلام في وقت سابق بأنه "أكبر محتال في تاريخ الجمهورية التركية".

وتعود قصة أوزور إلى شهر أبريل 2021. وحينها كان قد فر وبحوزته مليارا دولار من أموال المستثمرين في المنصة التي أسسها، بينما كشفت السلطات التركية أن توجه إلى ألبانيا، انطلاقا من مطار إسطنبول.

والبورصة، التي يقع مقرها في تركيا، كانت تعمل بموجب ترخيص "FinCen MSB" في الولايات المتحدة، وكانت مفتوحة للمستخدمين في أنحاء العالم.

لكنها، ومنذ يوم 20 أبريل، العام الماضي، أغلقت موقعها عبر الإنترنت، ونشرت بيانا أعلنت فيه أن المستخدمين لن يتمكنوا من استخدام الموقع لمدة 6 ساعات أولا، ثم لمدة أربعة إلى خمسة أيام، على أساس أنها تجري إجراءات تخص "شراكة جديدة".

وبعدما أثار الإغلاق جدلا واسعا بين أوساط المستثمرين، اتجهت السلطات في البلاد للإعلان عن فراره وبحوزته مبلغ الملياري دولار، من صالح 391 ألف حساب على المنصة.

وجاء في بيان للداخلية التركية، نشرته وكالة "الأناضول"، يوم الثلاثاء 30 أغسطس 2022، أن "فاروق فاتح أوزور الهارب ومؤسس منصة ثوديكس والمطلوب بنشرة حمراء تم القبض عليه في ألبانيا".

وأضاف البيان: "وقد بدأت إجراءات تسليمه إلى تركيا"، مشيرا إلى لائحة الاتهام التي صدرت ضد 21 مشتبها في وقت سابق بشأن عملية الاحتيال، من بينهم أوزور، مع طلب أحكام بالسجن تصل إلى 40564 سنة في 3 جرائم منفصلة.

وحسب بيان الداخلية التركية فقد "اتصل وزير الداخلية بجمهورية ألبانيا، بليدار تشوتشي، بوزير الداخلية سليمان صويلو على الهاتف صباح اليوم ونقل أن الهارب فاروق فاتح أوزر، مؤسس شركة ثوديكس تم القبض عليه في منطقة فلورا".

ونشر موقع "خبر تورك" صورة لمؤسس منصة العملات، بعد عملية إلقاء القبض عليه في ألبانيا.

وقال إن السلطات الألبانية أرسلت الصورة إلى نظيرتها التركية، وإنه "تم التأكد من هويته من خلال النتائج البيومترية".

وفي يناير 2022 كانت تركيا وألبانيا وقعتا 7 اتفاقيات في مجالات مختلفة، بحضور الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء الألباني، إيدي راما.

وفي هذا الإطار، وقع وزيرا الداخلية في البلدين على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال تدريب قوات الأمن بين حكومتي جمهورية تركيا وجمهورية ألبانيا.

كما وقعت وزارتا الخارجية في البلدين مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال البروتوكول، بحضور وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ونائب وزير أوروبا والشؤون الخارجية بألبانيا ميجي فينو.

وكان مكتب المدعي العام في إسطنبول فتح تحقيقا العام الماضي بعد إغلاق موقع "ثوديكس"، والتقارير التي تحدثت عن هروب مؤسسها إلى الخارج.

وفي غضون ذلك قدم المحامي، عبد الله أسامي كيران، شكوى جنائية ضد فاتح فاروق أوزور، بدعوى "احتيال جسيم"، مؤكدا أن المنصة تضم 400 ألف عضو، من بينهم 390 ألفا ينشطون في التداول.

وكجزء من الشكوى، تمت المطالبة بالاستيلاء على جميع أصول المنصة، بما في ذلك المركبات والحسابات المصرفية والممتلكات والأسهم.

وبعد هذه الخطوة أصدرت الشرطة الدولية (الانتربول) نشرة حمراء لإلقاء القبض على التركي "فاتح أوزر"، بطلب من أنقرة، وبعد الإعلان عن "عملية الاحتيال".

وقالت المديرية العامة للأمن في تركيا، في بيان في 24 من العام الماضي إنها تلقت طلبا من نيابة إسطنبول لاستصدار نشرة حمراء بحق أوزر، الذي غادر البلاد، ويعتقد أنه موجود في ألبانيا.