تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الاثنين، في يوم جديد، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي بمحاولة بسط السيطرة الكاملة على المناطق الأوكرانية وضرب مواقع تمركز قوات كييف، فيما تواصل الأخيرة المقاومة ومحاولة استعادة أراضيها بدعم مادي وعسكري من القوى الغربية.

وفي آخر التطورات، قالت أوكرانيا إن روسيا استهدفت عدة مدن بأكثر من 50 صاروخاً. وأفاد الجيش الأوكراني بإطلاق "أكثر من 50 صاروخ كروز" على البلاد. وقال سلاح الجو الأوكراني على "تليغرام": "أُطلق أكثر من 50 صاروخ كروز من نوع اكس-101/اكس-555 بواسطة طائرات" من طراز تو-95 وتو-160 من شمال بحر قزوين ومنطقة روستوف الروسية.

وأفادت الرئاسة الأوكرانية بوجود "هجوم روسي كثيف" على منشآت الطاقة في مناطق عدة. ودعت السلطات المحلية السكان إلى البقاء في الملاجئ لحين انتهاء الإنذار بالقصف الجوي، بينما قال سكان إنهم سمعوا دوي سلسلة انفجارات بالمدينة.



وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموتشنكو: "الروس شنوا مجددا هجوما كثيفا على منشآت الطاقة في عدد من المناطق. أسقطت الدفاعات الجوية بعض الصواريخ فيما أصاب البعض الآخر الهدف".

وأعلن رئيس البلدية انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء في كييف بعد الضربات الروسية. وأوضح في رسالة عبر تليغرام: "جزء من كييف محروم من الكهرباء وبعض المناطق من المياه إثر ضربات روسية". وأعلن عمدة كييف انقطاع المياه عن 80% من المدينة.

بدورها، أكدت وزارة الدفاع الروسية استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا بهجمات صاروخية اليوم.

وقبلها، أفادت وكالة "فرانس برس" بسماع دوي انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف. وسمعت في العاصمة الأوكرانية دوي ما لا يقل عن 5 انفجارات بين الساعة الثامنة والساعة 08:20 بالتوقيت المحلي. كما أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بإطلاق تحذيرات من ضربات جوية في كييف ومناطق أخرى بوسط البلاد.

وصعدت روسيا ضرباتها الصاروخية على أوكرانيا في الأسابيع الماضية بعد أن ألقت باللوم على كييف في الانفجار الذي دمر جسر القرم. وطالت الضربات منشآت الطاقة في كييف، متسببةً بانقطاع التيار الكهربائي في الأيام الأخيرة.

هذا، وقالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الاثنين، إن روسيا نشرت الآلاف من جنود الاحتياط الذين استدعتهم حديثا على الخطوط الأمامية في أوكرانيا منذ منتصف أكتوبر، مشيرة إلى أنهم غير مزودين بالعتاد الملائم. وأضافت في بيان نشرته على حسابها على "تويتر" أن ضباطا بالجيش الروسي عبروا عن قلقهم في سبتمبر من أن بعض جنود الاحتياط الذين استدعوا في الآونة الأخيرة وصلوا إلى أوكرانيا دون أسلحة.

وقالت إن صورا متداولة تشير إلى أن البنادق التي تم تزويد جنود الاحتياط بها من طراز (إيه.كيه.إم) التي طرحت للمرة الأولى في عام 1959 وكثير منها لا يصلح للاستخدام على الأرجح بسبب سوء التخزين.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن، مساء الأحد، أن قوات بلاده صدت "هجوما عنيفا" شنته القوات الروسية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد.

وأوضح أن وحدة عسكرية من مدينة تشوب في غرب أوكرانيا نفذت العملية، دون أن يحدد موقع الاشتباك.

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي: "لقد أوقفوا اليوم العمليات الهجومية الشرسة التي شنها العدو. وتم صد الهجوم الروسي".

وأضاف الرئيس الأوكراني أن "صندوق التبادل" أعيد ملؤه، ما يعني أسر جنود روس. ودارت أعنف المعارك في دونيتسك حول بلدتي باخموت وأفدييفكا.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن أوكرانيا هاجمت أسطول البحر الأسود بالقرب من سيفاستوبول بستة عشرة طائرة مسيرة وإن "متخصصين" في البحرية البريطانية ساعدوا في تنسيق ما وصفته بـ"هجوم إرهابي". ونفت بريطانيا هذا الادعاء. وقالت روسيا إنها صدت الهجوم لكن السفن المستهدفة كانت تشارك في تأمين ممر الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.

ولم تؤكد أوكرانيا ولم تنف مسؤوليتها عن الهجوم. وأشار الجيش الأوكراني إلى أن الروس أنفسهم ربما كانوا مسؤولين عن الانفجارات.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن موسكو استغلت تفجيرات وقعت على بعد 220 كيلومترا من ممر الحبوب "كذريعة زائفة" لتحرك كانت تنوي القيام به منذ فترة طويلة.

واتهم مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي روسيا يوم السبت بتلفيق هجمات على منشآتها.

وكثيرا ما تتهم أوكرانيا روسيا باستخدام أسطول البحر الأسود لإطلاق صواريخ كروز على أهداف مدنية أوكرانية، وهي تهمة يؤيدها بعض المحللين العسكريين الذين يقولون إن ذلك يجعل من الأسطول هدفا عسكريا مشروعا.

وقال نائب سفير روسيا بالأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي على "تويتر" إن روسيا طلبت من مجلس الأمن الدولي الاجتماع يوم الاثنين لمناقشة هجوم سيفاستوبول.