في مواجهة الخطر الناجم عن رد إيران المحتمل تستعد إسرائيل لـ"الأسوأ" وتعمل على تعزيز بنيتها الحديثة دون الاستغناء عن القديمة أيضا.

وقبل أيام، أعلنت إسرائيل أن جيشها في حالة تأهب قصوى، بينما عمل المسؤولون الأمريكيون على تجهيز الأصول العسكرية، لصد هجوم آخر يخشى البعض أن يكون أوسع وأكثر تعقيدا من هجوم شنته إيران في أبريل/نيسان الماضي.


ووفق تقرير لوكالة "بلومبرغ"، تعمل إسرائيل على التالي:

• تجهيز أجهزة الإنذار التي تعمل بالبطاريات.

• تجهيز هواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية.

• تخزين الوقود البديل لمحطات الطاقة في حال انقطاع الإمدادات المنتظمة.

• كما يمكن لأجهزة الراديو الترانزستور القديمة أن تكون بمثابة شريان حياة للمعلومات إذا احتاج السكان إلى الانتقال للملاجئ.

ومن خصائص الترانزستور الذي تم اختراعه عام 1947، حجمه الصغير وصلابته وخفته واقتصاده للطاقة.

محطات الكهرباء ومنصات الغاز

"لقد اشترينا كميات لا حصر لها" تقول تامار فيكلر، نائبة الرئيس للعمليات والخدمات اللوجستية والأمن في شركة الكهرباء الإسرائيلية، أكبر مورد للطاقة الكهربائية في البلاد.

ومنذ هجوم حماس المباغت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما أعقبه من حرب إسرائيلية على قطاع غزة ما زالت متواصلة حتى اليوم، قامت شركة الكهرباء الإسرائيلية ببناء دفاعات في محطات الطاقة الخاصة بها، كما ذكرت فيكلر.

وفي حال اندلاع حرب شاملة في الشمال مع حزب الله اللبناني ستقرر إسرائيل إغلاق منصات الغاز البحرية على أساس كل حالة على حدة، وفق مسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر.

وحتى انقطاع التيار الكهربائي قصير الأمد قد يجعل من الصعب إبقاء الجمهور الإسرائيلي على اطلاع بالأحداث، وهو ما دفع السلطات إلى تركيب مولدات ديزل احتياطية أو بطاريات ليثيوم لأكثر من نصف أبراج الهاتف الخلوي في شمال إسرائيل، بما في ذلك مدينة حيفا الساحلية وتل أبيب.

وترى السلطات الإسرائيلية أن الحذر الإضافي مبرر، مع تصاعد التوترات مع إيران وحلفائها.

يأتي ذلك في ظل تقارير غربية وإسرائيلية تتحدث عن أن إيران قد تنفذ هجوما على إسرائيل في الأيام المقبلة، وربما حتى قبل استئناف محادثات وقف إطلاق النار بغزة، الخميس.

وتشير أحدث تقييمات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي تشكلت خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى أن إيران قررت استهداف إسرائيل بشكل مباشر ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وأمس الأحد، دعت حماس الوسطاء إلى التوصل إلى خطة تنفيذ لوقف إطلاق النار بناءً على محادثات سابقة بدلا من بدء جولة جديدة من المفاوضات مع إسرائيل.

وقالت حماس إن هذا يجب أن يستند إلى خطة من ثلاث مراحل أقرتها الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

إسرائيل من جهتها، أعلنت أنها سترسل وفدا إلى مفاوضات وقف إطلاق النار اعتبارا من 15 أغسطس/آب الجاري.

في غضون ذلك، كررت إيران تعهدها بالانتقام لمقتل هنية في طهران.

كما تعهد حزب الله بالرد على اغتيال إسرائيل لقائد كبير في الحزب، الشهر الماضي.

ويُعتقد أن الحزب يمتلك ما يصل إلى 150 ألف طائرة دون طيار وصواريخ، بما في ذلك أسلحة بعيدة المدى، وفق بلومبرغ.

الاتصالات

وفي حين لم تقدم إيران أو حزب الله أية إشارة إلى المكان الذي قد يختاران استهدافه إذا نفذا هجوما مباشرا، كان تركيز إسرائيل الدفاعي على البنية التحتية الحيوية والاتصالات.

وقالت إنبال مشاش، المديرة العامة لوزارة الاتصالات "الهاتف الخلوي أمر بالغ الأهمية في حالات الطوارئ".

وأضافت أن الهيئة تحاول تمديد عمليات الهاتف المحمول إلى ما يصل إلى 24 ساعة بعد انقطاع التيار الكهربائي، مقارنة بساعتين في العادة.

وكإجراء احتياطي تم تزويد الوزراء ومسؤولي المدن ومنسقي الطوارئ بهواتف تعمل عبر الأقمار الاصطناعية.

ولفتت مشاش إلى أن شبكة ستارلينك ستكون متاحة قريبا لتمكين الاتصال بالإنترنت في البلديات.

حتى الآن في الحرب التي استمرت 10 أشهر كان على الإسرائيليين عادة قضاء بضع دقائق فقط في غرف محصنة أو ملاجئ عامة، بينما أسقطت الدفاعات الجوية للبلاد معظم الصواريخ التي أطلقت من غزة أو لبنان.

لكن في حال وقوع هجوم عنيف ومستمر من إيران أو وكلائها فقد تحتاج هذه الدفاعات إلى التركيز على حماية المرافق الاستراتيجية، مما يجعل المدنيين يعتمدون بشكل متزايد على الملاجئ التي يمكن لجدرانها السميكة أن تحد من إشارات الهاتف المحمول العادية.

وفي هذا الصدد أوضحت مشاش أن بعض البلديات جعلت الاتصالات اللاسلكية متاحة في الملاجئ.

كما بدأت وزارتها في استخدام قنوات الراديو AM، لأنها أكثر فاعلية في الملاجئ، وكانت توزع أجهزة راديو ترانزستور.

مستشفيات تحت الأرض

وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد كشفت النقاب عن وثيقة سرية داخلية حصلت عليها، بشأن استعدادات وزارة الصحة والمراكز الطبية ونجمة داوود الحمراء للتصعيد.

وقالت في تقرير طالعته "العين الإخبارية": "وفقا لإرشادات وزارة الصحة، تم إعداد مستشفيات في مواقف السيارات تحت الأرض لنقل المرضى من جميع الأقسام".

ولفتت إلى أنه "في مستشفى برزيلاي، بالقرب من قطاع غزة، تم نقل معظم العنابر إلى طوابق محمية تحت الأرض بعد يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والآن تستعد بقية المستشفيات للانتقال تحت الأرض".