قال مسؤول أمني تايواني كبير، إن الصين اختبرت صواريخ باليستية على أهداف داخلية خلال أحدث تدريباتها العسكرية حول المضيق، في وقت تعهدت فيه بكين بأنها لن تتخلى أبداً عن استخدام القوة بشأن تايوان، وذلك بعد جولة أخرى من المناورات العسكرية الواسعة وزيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لموقع الهزيمة الشهيرة للقوات التايوانية.

وذكرت "بلومبرغ" أن جيش التحرير الشعبي (الصيني) أطلق صاروخين باليستيين على أهداف داخل الصين، مما يعكس شدة التدريبات. وكانت الصين أرسلت صواريخ مباشرة فوق جزيرة تايوان خلال التدريبات في صيف عام 2022، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، نانسي بيلوسي، لتايبيه.

وقال المسؤول التايواني، إن القوات المسلحة الصينية تعمل على تحسين استراتيجياتها مع كل تدريب، مضيفاً أنها أصبحت أكثر دقة ومحاكاة لظروف القتال الفعلية.

ويعتقد المسؤولون العسكريون والأمنيون التايوانيون، أن تدريبات الاثنين الماضي، جعلت هذه المشكلة أسوأ بكثير. وقال المسؤول الكبير: "على الرغم من أننا ما زلنا نعتقد أن الحرب ليست وشيكة وليست حتمية، فإن قدرتهم على التحول من التدريبات إلى الحرب تتعزز حقاً".

وكانت بكين أجرت ثاني تدريبات عسكرية كبرى لها منذ تولي الرئيس التايواني لاي تشينج تي منصبه في مايو الماضي. وقال جيش التحرير الشعبي إن التدريبات كانت بمثابة تحذير ضد "قوى الانفصال"، وجاءت بعد خطاب قال فيه لاي، إن أياً من جانبي المضيق الذي يبلغ طوله حوالي 160 كيلومتراً (100 ميل) ليس تابعاً للآخر.

وأرسلت الصين عدداً قياسياً من الطائرات الحربية عبر خط رئيسي رسمته الولايات المتحدة يفصل بين الجانبين، واستخدمت لأول مرة خفر السواحل في دوريات حول الجزيرة.

وأشار جيش التحرير الشعبي لاحقاً إلى أنه سيكثف الضغط العسكري على حكومة لاي كلما "استفز". لا تثق بكين بشدة في لاي، وترى أنه يدفع إلى إضفاء الطابع الرسمي على استقلال تايوان، وفق "بلومبرغ".

وأبحرت 25 من أصل 36 سفينة بحرية وخفر سواحل صينية شاركت في مناورات الاثنين، حتى 24 ميلاً بحرياً قبالة ساحل تايوان، وهو خط تعتبره تايبيه حيوياً للحماية من الهجمات في المياه السيادية.

وتفاقم التهديد بسبب إعلان بكين الواضح أنها تمارس حصاراً للموانئ والقواعد العسكرية الرئيسية في تايوان، ما يعني أن هذه "التدريبات كانت أكثر شدة ومخيفة بالمقارنة مع المناورات غير المسبوقة" التي أطلقتها بكين في أغسطس 2022 لـ"معاقبة" تايبيه لاستضافتها بيلوسي، حسبما قال مسؤولون تايوانيون لصحيفة "فاينانشيال تايمز".

وقال المسؤول الكبير للصحيفة البريطانية، إنه كان "مفهوماً خاطئاً" النظر إلى تدريبات الاثنين، على أنها محدودة؛ لأنها استمرت يوماً واحداً فقط، أو الاعتقاد بأنها لم تتضمن مكونات إطلاق نار حي. وأضاف "على الرغم من أنهم لم يطلقوا صواريخ في اتجاه تايوان هذه المرة، فقد مارسوا عملياتهم الصاروخية، وأطلقوا صاروخين في اتجاه داخلي".

وقال مسؤولان غربيان، إن تحليلهما لم يشر إلى وجود صلة بين إطلاق الصواريخ الصينية والتدريبات التايوانية. لكن مسؤولين أجانب آخرين قالوا إن الحكومة التايوانية ذكرت نشاط إطلاق النار الحي في إحاطتها بشأن التدريبات، وقالوا إن تايوان افترضت وجود صلة؛ لأنها حدثت في وقت واحد.

وأدرجت الصين قوتها الصاروخية، وهي الذراع التابعة لجيش التحرير الشعبي المسؤول عن العمليات الصاروخية، كجزء من القوات المشاركة في التدريبات، لكنها لم تعلن عن أي إطلاق صاروخي، وفق الصحيفة البريطانية.

وأدانت تايوان التدريبات، قائلة إنها تقوض السلام والاستقرار في المنطقة. كما أعربت كل من الولايات المتحدة واليابان عن قلقهما لبكين بشأن التدريبات.

وتعهدت الصين بإخضاع تايوان لسيطرتها يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر. ولطالما كانت الولايات المتحدة غامضة بشأن نواياها، وهي سياسة تُعرف باسم "الغموض الاستراتيجي"، على الرغم من أن الرئيس جو بايدن قال مراراً وتكراراً إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين، لكن إدارته ضيقت نطاق مبيعات الأسلحة إلى الذخائر والأسلحة الحاسمة لمحاربة الغزو، وهي سياسة قال مسؤولون تايوانيون، إنها تضعف قدرة البلاد على صد حملة الضغط المتزايدة التي يشنها جيش التحرير الشعبي، وفق "فاينانشيال تايمز".

أعلن الجيش الصيني بدء مناورات عسكرية بالقرب من تايوان، الاثنين، قائلاً إنها رسالة تحذير ضد "الأعمال الانفصالية لقوى الاستقلال" في الجزيرة.

وقال مسؤول الأمن القومي التايواني، إن سفينتين عسكريتين روسيتين أبحرتا عبر مضيق مياكو بالقرب من جنوب اليابان، مضيفاً أن هذه الخطوة ربما كانت تهدف إلى ردع طوكيو عن الانخراط في أي صراع.

وقالت اليابان في وقت سابق، إنها أرسلت مقاتلات بالقرب من جزيرة جنوبية رداً على أحدث مناورات الصين.

وفي سياق آخر، عندما سأل أحد المشرعين محافظ البنك المركزي التايواني، يانج تشين لونج، الخميس، عن مشكلات السيولة المحتملة في سوق الصرف الأجنبي في حالة اندلاع حرب مع الصين، قال إن الأرخبيل "مستعد دائماً"، وفق "بلومبرغ".