لم تلبث أستراليا أن تفيق من أزمة الجفاف الذي ضرب البلاد خلال السنوات الماضية، لتستقبل كارثة أخرى، قد تقود البلاد لأسوأ أزمة في تاريخها.

بطل هذه الأزمة هي ملايين "الفئران" التي هاجمت المدن في أستراليا، لتأكل الأخضر اليابس، وتتسب في الحرائق والدمار بعد أن أتلفت أسلاك الكهرباء.

ووجدت الفئران في الظروف الجوية الجديدة مع كثرة الأمطار والفيضانات وكثرة المحاصيل بيئة مناسبة للانتشار بعد 4 أعوام من الجفاف.



الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فالماكينات والآلات الزراعية والأجهزة المنزلية لم تسلم من عبث الفئران التي سكنت المدن بدلا من السكان الذين فروا إلى مناطق أكثر أمنا.

لغة الأرقام تؤكد أن الخسائر لن تقتصر فقط على ضياع المحصول الوفير في أستراليا هذا العام، بل ستسبب في كارثة "تاريخية" إذا لم يتم السيطرة على الوضع سريعا.

الحكومة الأسترالية بدورها تقع في مأزق كبير، فلا سبيل أمامها سوى اللجوء إلى سم "بروماديولون" لمكافحة جحافل الفئران.

سينجح السم في القضاء على الفئران لكنه سيخلف مشكلة بيئية وصحية أكبر، قد تتسبب في القضاء على الثروة الحيوانية في البلاد، وستصل مخاطر هذا السم للبشر أيضا، بحسب خبراء.

المشهد سيكون مروعا، عندما تنتشر ملايين الفئران الميتة في الشوارع والبيوت، وهو ما يجعلها عرضة لعبث الطيور مثل الصقور والنسور، أو الزواحف مثل الثعابين أو الحيوانات مثل القطط والكلاب والماعز وغيرها ، والتي سينتقل إليها السم وستنقله بدورها للبشر.

أزمة حادة يتعرض لها الاقتصاد الأسترالي بسبب الفئران اتي ستأكل النمو الذي حققه في عام 2020.

واستهلت أستراليا العام الجاري بحالة من التفاؤل الاقتصادي، بعد أن سجلت في الربع الأخير من 2020 انتعاشة اقتصادية، متجاوزة تداعيات جائحة كورونا.

ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأسترالي، فقد قفز الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في (أكتوبر ونوفمبر وديسمبر) من العام الماضي بنسبة 3.1% مقارنة بالربع الثالث من نفس العام.

لكن هذه الزيادة لن تستمر إذا لم تتمكن الحكومة في سيدني من كبح هجمات الفئران، التي قد تسبب أزمة بطالة في البلاد، وتحديدا في القطاع الزراعي.

ونجحت أستراليا في يناير/كانون الثاني 2021 في خفض معدل البطالة إلى 6.4%، وفقا لبيانات حكومية، بعد أن كانت مرتفعة إلى 7.5% في ظل تداعيات كورونا.

الاقتصاد الأسترالي الذى تعافى بنسبة 85% من أضرار الأزمة الصحية، يقف في مفترق طرق، فهو قد يواجه حالة من الركود أكبر من التي فرضتها الجائحة قبل أشهر، في ظل خسائر مبدئية تصل إلى 750 مليون في فصل الشتاء وحده.

لكن يظل الأمل موجودا في ظل تحركات حكومية قد تجح في القضاء في القضاء على "طاعون الفئران" الذي يصفه السكان، بأنه الأسوأ في تاريخ البلاد.