وكالات


انتقدت مصادر إسرائيلية، غياب رد الفعل الأمريكي والإسرائيلي إزاء التطورات التي تشهدها الساحة البحرية، عقب الاتهامات بتورط إيران في مهاجمة سفينة مملوكة لشركة إسرائيلية قبالة سواحل عمان، قبل الحديث عن اختطاف ناقلة ترفع علم بنما في المياه الدولية لخليج عمان، فيما بثت 4 سفن على الأقل في مياه الخليج تحذيرات، مفادها أنها فقدت السيطرة على القيادة في ظل ظروف غامضة.

وقال موقع ”ديبكا“ العبري الاستخباري، اليوم الأربعاء، إن ”إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، امتنعت عن توجيه رد عسكري ضد أهداف إيرانية، ردا على مهاجمة الناقلات، كما أن الحكومة الإسرائيلية تسير على نهج هذه الإدارة“.

رد جماعي


وتطرق الموقع إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، الإثنين الماضي، حين توعد إيران بـ ”رد جماعي“، بسبب الهجوم الذي استهدف الناقلة الإسرائيلية، وتأكيده أن هناك اتصالات وتنسيقا مع بريطانيا وإسرائيل ورومانيا ودول أخرى، في هذا الصدد.

واستطرد الموقع ”شهد يوم أمس الثلاثاء، صدور تصريحات أمريكية أخرى على لسان نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، والتي أشارت إلى أن واشنطن تلقت معلومات بشأن سيطرة عناصر موالية لإيران على 6 سفن في منطقة الخليج، من بينها واقعة اختطاف واحدة على الأقل بواسطة مسلحين“.

ونقل عن شيرمان، قولها إن ”الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع أن تأخذ المملكة المتحدة زمام المبادرة في صياغة الرد، سواء في الأمم المتحدة أو بأي صورة أخرى“.

وفسر محللو الموقع هذا الأمر، بأن مسألة ”الرد الجماعي“ الذي تحدث عنه بلينكين يوم الإثنين، اختفى، وأن الولايات المتحدة تلقي الكرة في الملعب البريطاني، ما يعني أن ”مهمة حشد الرد ملقاة على عاتق بريطانيا، وليست الولايات المتحدة الأمريكية“.

تجارب سابقة

وذهب المحللون، إلى أن تجارب الماضي توضح كيف تتعامل لندن مع مثل هذه الملفات، فمثلا قبل 14 عاما، وفي تموز/ يوليو 2007، سيطرت إيران على سفينتين تابعتين للقوات الخاصة البريطانية في الخليج، واعتقلت 15 عنصرا من وحدات سلاح البحرية البريطانية.

وأشاروا إلى أن إيران احتجزت الجنود البريطانيين لمدة أسبوعين، قبل أن تطلق سراحهم.

وذكروا أن ”شهر تموز/ يوليو 2019، شهد أيضا واقعة سيطرة إيران على ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز، واستمر الاحتجاز لمدة شهرين، ودون صدور رد فعل بريطاني“.

وفيما يتعلق بالحوادث التي شهدتها الأيام الأخيرة، افترض الموقع أن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي، وقيادة الأسطول الخامس الأمريكي، اللذين يفترض أنهما يتوليان مسؤولية حفظ الأمن في مياه الخليج، كانا على علم تام بما حدث من وقائع، وقررا الاحتفاظ بالمعلومات، بهدف منع تنفيذ عمليات ضد العناصر الإيرانية المتورطة، بناء على تعليمات صدرت من واشنطن.

تقدير خاطئ

ولفت الموقع إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، صرح أمس الثلاثاء، خلال زيارة تفقدية للحدود مع لبنان، أنه تم تبادل المعلومات الاستخبارية التي تمتلكها إسرائيل بشأن واقعة الهجوم على الناقلة ”ميرسر ستريت“، مع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول أخرى.

وقال بينيت إن ”الجميع على علم بالجهة التي تقف وراء الهجوم“، لكن الاستخبارات الإسرائيلية وفرت معلومات ودلائل قاطعة لزيادة التأكيد، وهو ما دفع محللي الموقع للقول، إن ”تصريحات بينيت تعني أن لدى الأمريكيين معلومات دقيقة عن الجهة التي أرسلت الطائرة المُسيرة لتضرب السفينة الإسرائيلية، ومع ذلك لم تحرك واشنطن ساكنا“.

واعتبر الموقع أن ”تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بأن (زمن الجلوس بكل راحة في طهران، وإشعال الشرق الأوسط بأسره من هناك انتهى)، هو تصريح غير دقيق، وأن التطورات تدل على أنه وقع في خطأ حين أطلقه، إذ إن عدم الرد العسكري من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، يعني إن القصة لم تنته، لكنها في مستهلها“.