سجلت فرنسا، الأربعاء، حصيلة قياسية للإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد، حيث تجاوزت الإصابات 200 ألف حالة.

وتمثل هذه الحصيلة الكبيرة، ارتفاعا قياسيا للإصابات الجديدة بالفيروس، وقفزة مقلقة في المؤشر الوبائي، حيث سجلت فرنسا الثلاثاء نحو 180 ألف إصابة.



وتخطت حصيلة الإصابات العامة المسجلة في البلاد، منذ ظهور الوباء عتبة 9 ملايين إصابة، وبلغ عدد حالات الوفيات بينهم أكثر من 123 ألف.

وأشارت السلطات الصحية الفرنسية إلى أن أعداد المصابين في غرف العناية المركزة بالمستشفيات، ارتفع من العشرات إلى الآلاف إثر هذه الموجة الوبائية.

ويرجع خبراء صحيون هذا الانفجار الوبائي في فرنسا وفي غيرها من بلدان القارة الأوروبية، إلى ما أحدثته عطلة الأعياد ونهاية رأس السنة من ازدحامات وتدفق للسياح رغم محاولات تعزيز إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، التي يرون أنها ليست كافية للسيطرة على انتشار الفيروس وخاصة متحوره الجديد "أوميكرون".

وتعليقا على ما تشهده الدول الأوروبية من تفش وبائي عشية رأس السنة، قال الخبير الصحي، زامو بختيار، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية": "فرنسا وغيرها من دول تشهد موجات جديدة وقاسية من الوباء، وهي أمام خيارات معقدة وصعبة جدا، حيث تتداخل وتتعارض الاعتبارات الصحية مع الاقتصادية وبحدة، خاصة وأن التبعات الاقتصادية الكارثية لسياسات الإغلاق العامة ووقف تدفق السياح وتضييق حركة السفر، ينجم عنها ونحن في موسم الأعياد تكاليف باهظة على الاقتصادات الوطنية في تلك الدول".

وأضاف بختيار: "رغم كل ذلك فإن كبح تمدد الفيروس المراوغ والفتاك يبقى هو الأهم وينبغي أن يطغى على كافة الاعتبارات الأخرى، لكن باريس قررت على ما يبدو عدم فرض إجراءات مشددة للغاية، مراعية الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية التي تحدثنا عنها سالفا".

ومن جانبه قال الباحث والخبير في الشؤون الأوروبية، ماهر الحمداني، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" :"ثمة تهويل إعلامي أيضا فيما يخص الموجة الوبائية الحالية في فرنسا وفي عموم أوروبا، فصحيح أن أعداد الاصابات ترتفع بصورة قياسية، لكن مع ذلك فالتوجه السائد هو استمرار الحياة العامة وعدم العودة لمربع الإغلاق والحجر التام الأول، والتركيز هو بالدرجة الأولى على المضي بعمليات التلقيح والجرعات المعززة، والالتزام بقواعد السلوك الصحي في مواجهة الفيروس، عبر ارتداء الكمامات وتجنب الأماكن المغلقة المكتظة، وتوخي التباعد الاجتماعي قدر المستطاع".

وهكذا وللعام الثاني على التوالي ينغص وباء كورونا المستجد بهجة الاحتفالات بالأعياد ونهاية رأس السنة في أوروبا وحول العالم، بسبب المخاوف من انتشار أوسع للفيروس جرّاء التجمعات.