يمثل طبيب سوري، أمام المحكمة اليوم في ألمانيا، بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية من بينها التعذيب والقتل أثناء عمله في مستشفيات عسكرية سورية".

ووصل علاء م.، 36 عاما، إلى ألمانيا في عام 2015 ومارس مهنة الطب هناك حتى اعتقاله في يونيو 2020، وهو يواجه 18 تهمة تعذيب المحتجزين في حمص ودمشق في 2011-12، بما في ذلك إشعال النار في الأعضاء التناسلية لصبي مراهق.

وقال ممثلو الادعاء الفيدراليون الألمان إن علاء م. عمل في المستشفى العسكري 608 في مدينة حمص السورية والمستشفى العسكري 601 في العاصمة دمشق، حيث تم إحضار الجرحى الذين تم اعتقالهم بسبب معارضتهم للرئيس السوري بشار الأسد.



لكن بدلا من منحهم العلاج، تعرض الكثيرون للتعذيب كـ"جزء من القمع الوحشي الذي يمارسه الأسد على المعارضة"، كما يقول المدعون.

ويتهم الطبيب السوري أيضا، بسكب سائل قابل للاشتعال على جروح أحد السجناء قبل إشعال النار فيها وركله في وجهه بقوة لدرجة أنه كان لا بد من استبدال ثلاثة من أسنانه.

كما يزعم أن علاء م. أعطى حقنة قاتلة لنزيل كان يحاول تفادي الضرب، فيما يقول الادعاء إنه كان لإثبات "سلطته المطلقة" على السجناء.

وتأتي المحاكمة في محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا، بعد أن حكمت محكمة ألمانية أخرى الأسبوع الماضي على عقيد سوري سابق بالسجن مدى الحياة لإشرافه على مقتل 27 شخصا وتعذيب 4000 آخرين في مركز اعتقال في العاصمة السورية دمشق قبل عقد من الزمن.

وهذا الحكم، الذي أشاد به الضحايا ووصفوه بأنه "تاريخي"، يمثل تتويجا لأول محاكمة على مستوى العالم بشأن التعذيب في سوريا.