يقرر البرلمان الروسي، الثلاثاء، ما إذا كان سيطلب من الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال منطقتين منفصلتين تدعمهما روسيا في شرق أوكرانيا، بينما يرصد محللون نقطة تحول في عقلية الأوكرانيين في العاصمة كييف.

وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن خطوة البرلمان يمكن استخدامها لتبرير توغل روسي، لكن حتى الآن من غير المعروف موقف بوتين منها.



وقال رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين إن النواب سيناقشون مشروعي قانونين بديلين بشأن الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين من طرف واحد، في المنطقة المعروفة باسم دونباس، حيث تقاتل القوات الانفصالية الجيش الأوكراني منذ 2014.

بموجب المشروع الأول قد يناشد البرلمان بوتين مباشرة للاعتراف باستقلال الجمهوريتين. وسيسعى الثاني، الذي تقدم به نواب من حزب روسيا المتحدة المهيمن، إلى الحصول أولا على آراء وزارة الخارجية والوكالات الحكومية الأخرى.

ويعد هذا الصراع جزءا من أزمة أوسع مع تحذير الولايات المتحدة من احتمال أن تهاجم روسيا أوكرانيا في أي وقت بقوة يزيد حجمها عن 100 ألف جندي حشدتهم بالقرب من حدودها. وتنفي روسيا أي خطة من هذا القبيل وتتهم الغرب بالهستيريا.

ومع احتدام الوضع، يسود كييف الترقب والهدوء. ففي أحد البنوك قبالة ساحة الاستقلال في العاصمة الأوكرانية، استبدل بعض المواطنين هناك عملتهم المحلية، الاثنين، بالنقد الأجنبي.

وقالت آنا جانوفا الموظفة في البنك لصحيفة وول ستريت جورنال: "الكل يريد الدولار أو اليورو فقط. يخشى الناس أن تكون الحرب قادمة. أنا خائفة أيضا."

وأجلت الولايات المتحدة وكندا الدبلوماسيين من كييف، مع تحذير البيت الأبيض من أن روسيا، التي حشدت أكثر من 130 ألف جندي على حدود أوكرانيا، قد تشن غزوا واسع النطاق في أي وقت.

وأصبحت الفنادق والنوادي الليلية فارغة من السياح، كما غادر العديد من رجال الأعمال الأجانب.

ويقول الأوكرانيون، الذين اعتبر الكثير منهم في البداية زيادة القوات الروسية على حدود دولتهم تهديدا أجوف، ورد فعل أميركا مبالغا فيه، إنهم قلقون بشكل متزايد من اقتراب صراع دموي.

يقول الاقتصادي أوليكسي كوش: "هذه نقطة تحول في العقلية الشعبية. بدأ الناس يشعرون بالحرب".

وتنقل الصحيفة الوضع وتقول إنه ظاهريا تستمر الحياة؛ فالمطاعم والحانات مزدحمة، كما احتفل الناس بيوم الحب، وعرض مسرح أوبرا كييف "روميو وجولييت" ليلة الأحد.

وتحتوي أجهزة الصراف الآلي على نقود. وعلى عكس المتوقع، لا يقوم أحد بحفر الخنادق أو وضع ستائر معتمة على النوافذ.

وكان البيت الأبيض قال، الاثنين، إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ في أي وقت، وربما هذا الأسبوع، مكررا في الوقت نفسه التأكيد على أن الطريق إلى الدبلوماسية لا يزال مفتوحا لحل الأزمة.