فرضت محكمة في موسكو، يوم الثلاثاء، غرامة مالية بحق موظفة في التلفزيون الروسي احتجت على الحرب في أوكرانيا، خلال نشرة أخبار في فترة الذروة، وأمرت بالإفراج عنها.

وأمر قاض في محكمة منطقة أوستانكينسكي بفرض غرامة مالية قدرها 30 ألف روبل (280 دولارا، 247 يورو) بحق مارينا أوفسيانكوفا، بعدما قاطعت نشرة الأخبار التي تحظى بأكبر نسبة مشاهدة حاملة لافتة كتب عليه ”لا للحرب“، حسبما أفادت ”فرانس برس“.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن، في وقت سابق الثلاثاء، أنه سيقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تقديم حماية قنصلية لأوفسيانيكوفا.



ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن ماكرون قوله خلال زيارة لمنطقة لوار، غرب البلاد: ”أريد أن أحصل في أسرع وقت ممكن على توضيحات بشأن وضعها الشخصي وقدرتها على مواصلة عملها“.

وقال: ”سنبدأ جهودًا دبلوماسية تهدف إلى توفير حماية لها، إما من خلال السفارة أو عبر اللجوء، وسأقدم هذا الاقتراح للرئيس بوتين في محادثاتي المقبلة معه بطريقة مباشرة“.

وخلال نشرة الأخبار المسائية الأكثر مشاهدة في روسيا على محطة ”تشانيل اون“ الحكومية، أمس الإثنين، دخلت امرأة خلف مقدّمة النشرة لتظهر أمام الشاشة وهي حاملة لافتة كُتب عليها ”أوقفوا الحرب، لا تصدّقوا الدعاية السياسية“.

ووقع الاحتجاج الاستثنائي في اليوم التاسع عشر من الحرب التي بدأت عندما غزت روسيا أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، فيما وصفته بعملية عسكرية خاصة.

وسُمع صوت الموظفة وهي تصرخ: ”أوقفوا الحرب.. لا للحرب“، في حين استمرت مذيعة الأخبار بالقراءة.

وتسنى رؤيتها وسماعها لعدة ثوان قبل أن تتحول القناة إلى تقرير مختلف لإزالتها من الشاشة.

وشكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المحتجة في خطابه الليلي المصور، وفق ”رويترز“.

وقال زيلينسكي: ”أنا ممتن لأولئك الروس الذين لا يتوانون عن محاولة نقل الحقيقة.. ولأولئك الذين يحاربون المعلومات المضللة ويقولون الحقيقة والوقائع الصادقة لأصدقائهم وأحبائهم.. وبشكل شخصي للمرأة التي دخلت استوديو القناة الأولى بلافتة ضد الحرب“.

وكتبت كيرا يارمش المتحدثة باسم زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني على ”تويتر“: ”واو.. تلك الفتاة رائعة“.

ونشرت مقطعا مصورا للواقعة، وسرعان ما حصد ما يزيد على 2.6 مليون مشاهدة.

والتلفزيون الحكومي هو مصدر الأخبار الرئيسي للعديد من ملايين الروس، وهو يتبع عن كثب خط الكرملين بأن روسيا اضطرت للتحرك في أوكرانيا لنزع سلاحها و“تخليصها من النازيين“، والدفاع عن المتحدثين بالروسية هناك من ”الإبادة الجماعية“.

ونددت أوكرانيا ومعظم دول العالم بذلك؛ باعتباره ذريعة زائفة لغزو بلد ديمقراطي.