النجاح الذي حققته المملكة العربية السعودية في تنظيم موسم الحج هذا العام أصاب مريدي السوء بكثير من الغم والهم والشعور بالهزيمة والحسرة، فقد كانوا يتمنون حصول كارثة من مثل وفاة عدد كبير من الحجاج نتيجة التدافع أو إصابة عدد كبير منهم بفيروس كورونا ليقولوا إن السعودية لم تنجح في التنظيم وإنها غير مؤهلة للقيام بخدمة الحجيج والتشرف بالقيام بهذا العمل. أما الغاية من ذلك فلم تعد خافية على أحد وهي القول بأن السعودية يمكن أن تكون قادرة على ذلك فقط لو أنها أشركت النظام الإيراني في التنظيم، وهو حلم ظل يراود ملالي إيران وحشدوا له في السنوات الماضية ولم ينجح.

الجهود الجبارة التي بذلتها الشقيقة الكبرى لخدمة الحجيج وإنجاح الموسم والتميز فيه وتبين في «سلاسة تصعيد وتفويج الحجاج بين المشاعر وفي توفير كافة الإمكانيات وتسهيل الإجراءات وتذليلها أمامهم ليؤدوا مناسك هذه الشعيرة العظيمة بأمان وسكينة وروحانية» كانت رداً عملياً على أولئك الذين ازدادوا غيظاً أيضاً عندما علموا أن الجهات المعنية بتنظيم الحج تعمل على زيادة أعداد الحجاج لتصل حسب رؤية سمو ولي العهد السعودي 2030 إلى ستة ملايين حاج، وهو رقم يصعب على مريدي السوء تصوره ويصيبهم في مقتل، فمثل هذا الأمر من شأنه أن يفشل كل خططهم وأحلامهم ويوصد الأبواب في وجوههم ويمنعهم من الاستمرار في طرح الدعوة ليكونوا شركاء في التنظيم.

رعاية ضيوف الرحمن صناعة سعودية خالصة لا يمتنع عن الإقرار بجودتها ورقيها سوى الجاحد وسوى من يعتقد أنه مؤهل ليكون شريكا فيها، أما الآخرون، أما العالم كله فيبصم بالعشر أنها منتج لا عيب فيه ويعرف أن السعودية لا تقبل إلا أن يكون كذلك، وهذا يفسر «تطبيقها الخطط الاحترازية التي تضمنت أعلى معايير الصحة والسلامة وتضافر الجهود وتكاملها بين المؤسسات والأجهزة الأمنية والصحية والدينية في المملكة» وأدت إلى نجاحها في تنظيم موسم حج هذا العام.