كان العالم في ترقب لكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، فبعد شهرين من وفاة المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيب الله ثراه ألقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلمته حيث كانت الآذان صاغية لكل كلمة وهمسة ووقفة والعيون مرصدة للغة الجسد والإشارة والحركة، فأسد الإمارات في عرينه يبعث رسائل وتعهدات وتوجيهات للمواطن الإماراتي والمقيم وللعالم، ونحن نسمع الثبات والوثوق والإصرار في تلك الرسائل التي تزيد من شأن وريادة دولة الإمارات وتحرص على سيادتها، كما قال «سيادة الدولة وأمنها مبدأ أساسي لا يمكن التنازل أو التهاون فيه».

رسالة وفاء للراحل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيب الله ثراه، وكلام طيب من أخ إلى أخيه الذي تعلم منه الكثير «صاحب القلب الكبير.. القائد الوالد.. المعلم الحكيم»، ورسالتان للمجتمع الإماراتي المواطن والمقيم، فهما يمثلان الجناحين لمسيرة الخير والتقدم وتحقيق السلام معاً، فالمواطن هو إيمانه بهم وفخره لهم فهم الاستثمار الحقيقي لرفعة البلد وكما قال سموه إن هدفه الأول والأخير هو دولة الإمارات وشعبه وأنهم على قمة أولوياتها منذ نشأتها وأكد على أن سعادة المواطن ورعايته منهج متمسكين بتاريخهم وهويتهم وموروثهم الثقافي فذلك جزء أساسي في خطط الإمارات إلى المستقبل فما تفضل به سموه هو عهد للإنسان الإماراتي ووعد بالمستقبل الباهر لهم، كما تضمن خطابه التأكيد على مضاعفة الجهود لحفظ مكانة الدولة ومكتسباتها، أما المقيمون فهم أيضاً يعدون من رعاياه لهم حقوق ما داموا على أرضه فالإمارات بلدهم الثاني يسهمون في بنائه وتقدمه لذا عليهم أيضاً واجبات تجاه هذا البلد فهم متساوون مع المواطن في الحقوق والحريات وكما قال سموه في كلمته «تشاركنا أكثر من 200 جنسية بفاعلية ونشاط في نمو اقتصادنا وتطوره» يكفي أن يعطيهم هذا البلد الأمن والأمان والاستقرار فتلك هي دعائم الإبداع والابتكار.

ولأن الإمارات ليست بمعزل عن العالم فكانت رسائل سموه واضحة للعالم على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والإنسانية فيها الالتزام بإقامة الشراكات النوعية وفيها تعزيز العلاقات الشقيقة والصديقة وفيها التأكيد على تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري ومد يد العون وفيها التمكين الاقتصادي العالمي وفيها الدعم للسلام والاستقرار في المنطقة وللعالم وفيها التمسك بالمبادئ الهامة لقيم التعايش والاحترام المتبادل بين شعوب العالم كافة.

بعد هذا الخطاب السامي كلنا مع السلام وجميعنا أيدينا ممتدة لرجل السلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دائماً معاً –مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة- في كل الأزمنة في الشدة والرخاء معاً للرفعة والتقدم والتطور، حفظ الله أوطاننا من كيد الخائنين.