تحية للمجلس الأعلى للمرأة في البحرين بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، على الجهد والدعم غير الاعتيادي، للتكريم وللاحتفال بالمرأة البحرينية. تحية للمرأة المهندسة البحرينية في يوم تكريمها. لم تكن المرأة البحرينية في معزل عن الرجل في الوظائف ذات الطابع المهني والاحترافي الاختصاصي في البحرين، بل كانت شريكاً أساسياً في أصول التنمية على مدى السنوات والأعوام. وليس هذا بجديد على المرأة البحرينية، خاصة بعد العلم بأن التعليم النظامي للإناث في البحرين كان قد انطلق جد مبكّر في البحرين وحتى على المستوى الإقليمي، وفقط بعد تسعة أعوام بعد انطلاق التعليم النظامي للذكور. وتحديداً فقد كان عام 1928 هو العام الذي دخلت المرأة البحرينية للتعليم، فضلاً عن انطلاقه عام 1919 للذكور. وبانبثاق التعليم النظامي الحكومي وبافتتاح المدرسة الأولى للبنات ذاك العام، أقبلت المرأة البحرينية على الالتحاق بالمدارس الحكومية بشكل غير اعتيادي غير مهتمة بعوائق مجتمعية وبالرغم من أمية المجتمع حينها، إلا أن المرأة البحرينية أصرت على أن تحصل على نصيبها من التعليم، ما أدى إلى تغيير نمطية حياتها وتفكيرها، وأخذت تحقق مكاسب كثيرة أهمها مزاولة بعض المهن المتوفرة وقتها، حيث أتت في مقدمتها مهنتا التدريس والتمريض. وقد تطور وضع المرأة في عقد الخمسينيات من القرن العشرين، حتى شهد بداية تحول جديد في المشاركة. سجلت المرأة البحرينية بعد فتح أبواب التعليم وإدخالها في التعليم الأساسي ومن ثم أصول التعليم العالي أروع أمثلة التفاني في إنجاز العمل الهندسي والاحترافي التخصصي دون شك. خلال السنوات وعلى مدى أعوام التطوير والتنمية الذي شهدته البحرين على كافة الأصعدة المهنية، منها في حقول الطب والهندسة والمحاماة والإعلام والتعليم.. وغيرها من الوظائف المهنية، كانت ولا تزال الوظائف الهندسية تلعب دوراً محورياً في التنمية الشاملة في البحرين، حيث استطاعت المهندسة البحرينية لعب دور أساس في تصميم وتنفيذ مشاريع أساسية في حقول هندسة المباني الحكومية وغير الحكومية وهندسة الطرق والمواصلات وتخصصات الهندسة الكيميائية وهندسة العمارة والهندسة الإلكترونية والكهرباء وتشغيل المحطات وتصميم الأجهزة وتشغيل المحطات الكبرى في تحلية المياه وهندسة تكرير البترول وتصميم الأجهزة الدقيقة وتشغيل شرائح الحوسبة وهندسة الحاسوب والحوسبة. كان ولا يزال للمرأة المهندسة البحرينية دور على المستوى المحلي، فقد ساهمت المهندسة البحرينية في الدخول في الجمعيات المهنية المحلية منذ فترة السبعينيات، واستطاعت الحصول على مقاعد متقدمة في مجالس الإدارات والتأثير بصوتها. أما على المستوى الإقليمي والدولي، فقط حازت أيضاً المرأة المهندسة البحرينية على ارتباطات مهنية مشرفة وشهادات ذات اعتبارات دولية ليست بالسهولة بمكان الحصول عليها، وذاك نظير كم وحجم المسؤولية التي تتمتع بها في البحرين، حيث حصلت إحدى المهندسات البحرينيات على درجة الزمالة من أعرق المؤسسات المهنية الأوروبية والأولى في العالم وبالتحديد من مؤسسة الهندسة والتكنولوجيا البريطانية، وهي أول مهندسة عربية تحصل عليها في منطقة الشرق الأوسط برمتها. حصلت المرأة البحرينية المهندسة على مواقع عالية وقيادية عدة حكومية وغير حكومية، وأصبحت أرقام تواجدها في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، نسب ليست بالقليلة ومشرفة، بل أن خريجات تخصص مهن المهندسة أصبحت أرقاماً قياسية تفتخر بها الجامعات وتفخر بها البحرين. خلال عملي الأكاديمي في الهندسة ومتابعتي لمستوى التحصيل العلمي لمهنة الهندسة في عدة مجالات، نجد المرأة المهندسة تتنافس مع الرجل أحياناً في أصول التحصيل العلمي والقدرة على التنافس في البحرين وخارج البحرين، بل في مواصلة التحصيل العلمي العالي في جامعات دولية، والالتزام بكل ما يستلزم مهنة الهندسة من الالتزام بأصول التصميم الهندسي والتنفيذ والالتزام بأخلاقيات المهنة وملاحقة ما يستجد عالمياً. خيراً فعل المجلس الأعلى للمرأة بتكريم المرأة البحرينية ووضع الخطط والاستراتيجية بالنهوض بها، وخصيصاً بالاحتفال بالمهندسة في يوم تكريم المرأة البحرينية، وتحية للمرأة المهندسة البحرينية في يومها، وإلى مزيد من العطاء في خدمة وطنها البحرين.