ميونيخ - مجدي حسونة

المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش قد يكون مغموراً لدى الكثيرين لكنه بالتأكيد شخصية معروفة في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، فهناك كانت الانطلاقة والتألق، في بداية عام 2010 تعاقد فريق الفيصلي بالسعودية مع المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش، حيث استمر مع الفيصلي لعامين قدم فيهما مستويات جيدة لاقت استحسان الجميع، ولم يدر بخلد المسؤولين آنذاك بأن زلاتكو القادم من كراوتيا سيصل لموسكو كمدرب لأحد المنتخبات العالمية، بل ويحقق نتائج إيجابية أوصلت منتخب بلاده إلى المباراة النهائية لكأس العالم وتحقيق المركز الثاني بالمونديال إثر الخسارة من المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية بأربعة أهداف مقابل هدفين.

فحقق زلاتكو أفضل المواسم مع الفيصلي السعودي وقاده للمركز السابع ثم الثامن في الدوري عامي 2011 و2012 على التوالي، ليتم اختياره كأحسن مدرب في المملكة، لينتقل بعدها مباشرة إلى الإشراف على نادي الهلال السعودي الذي ظفر معه بكأس ولي العهد في العام 2013، مسيرة زلاتكو أو الزعيم عرفت أوجهاً بالانتقال من الهلال السعودي إلى العين الإماراتي حيث صنع فريقاً قوياً وحقق معه لقب الدوري في العام 2015 وكأس رئيس الدولة ووصل بالفريق إلى نهائي دوري أبطال آسيا ليكون وصيفاً بخسارته من الفريق الكوري الجنوبي.



وكان زلاتكو لاعب كرة قدم محترفاً لعب دور لاعب خط وسط دفاعي، وعمل سابقاً مع درازين لاديتش في فريق كرة القدم الوطني الكرواتي تحت سن 21 عاماً في منصب مساعد المدرب، بالإضافة إلى أنه درب عدداً من الفرق والمنتخبات منها، 2005-2007 نادي فاراجدين الكرواتي، ومن وبعدها 2007-2008 نادي رييكا كرواتيا، و2008-2009 دينامو تيرانا ألبانيا و2009-2010 سلافن بيلوبو كرواتيا، و2010-2011 مساعد مدرب منتخب كرواتيا تحت 21 سنة.

تألق داليتش في المونديال أعاد للأذهان الجيل الذهبي لكرواتيا في مونديال 1998، وخلال تصفيات مونديال 2018، عانى المنتخب الكرواتي في المجموعة التاسعة، وتعرض لهزائم من آيسلندا وتركيا وتعادل مخيب على أرضه أمام فنلندا، جعله في موقف صعب وهدده من الخروج من التصفيات، الاتحاد الكرواتي عين داليتش قبل المباراة الحاسمة أمام أوكرانيا في كييف التي انتصر فيها بنتيجة 2-0 وضمن اللعب في الملحق الأوروبي، وهناك لم يهدر داليتش فرصة التأهل وسحق اليونان بنتيجة 4-1 على مباراتين ليصل للمونديال، ويبدأ مرحلة رائعة من التألق والمجد الذي أوصله لتحقيق فضية المونديال، وهو أمر لم يتوقعه أشد المتفائلين من أبناء "الدولة الصغيرة"، ليستحق أن يطلق عليه "سوبر مان" كرواتيا.