تعاني الكثير من مناطق البحرين من زحف الأسواق إلى قلب المناطق السكنية وبسبب واحد لا غير سوى الاستثناءات التي يحصل عليها البعض. فقد تحولت مناطق سكنية هادئة في ظرف سنوات قصيرة إلى أسواق مزدحمة ومزعجة لأهالي المنطقة. وأكثر المناطق معاناةً هي المدن القديمة والكبيرة مثل المحرق والرفاع وطبعاً العاصمة المنامة «التي لم تعد أغلب مناطقها صالحة للسكن أصلاً». حيث لا يسلم القاطنون فيها من تحول مناطقهم إلى سوق دون أن تتم استشارتهم أو التباحث معهم فيفاجؤون بإزعاج مستمر وسيارات غريبة تتجول في شوارعهم وتقف أمام منازلهم.

وبدأ هذا الزحف غير المنظم وغير الآبه بالاشتراطات والقوانين يغزو مناطق جديدة أيضاً مثل سار والجنبية معلناً تحول هذه المناطق التي كانت وجهة للراغبين في الهدوء والابتعاد عن صخب المدينة إلى مناطق تشهد ازدحامات غير مسبوقة.

المؤسف أن البحرين، كانت سباقة خليجياً في التخطيط العمراني وتشييد المدن الحديثة ولكن يبدو أن الاستثناءات خربت الكثير من الضوابط وجعلت الأمور تفلت دون حسيب. وفي زمن لا يستطيع فيه الإنسان أن «يشيل قشة» ويخرج من المنطقة التي هو فيها بسهولة ليبحث له عن منزل آخر في منطقة أخرى بسبب ارتفاع أسعار العقارات يصبح الوضع في المناطق التي تشهد زحف الأسواق لا يطاق.

وفي نفس السياق يتم السماح بشكل مفاجئ بتحويل الفلل إلى عمارات متعددة الطوابق للتأجير، فتختنق الأحياء السكنية بدخول أناس جدد إليها وهذا أمر دارج في كثير من الأحياء أيضاً، فأصبح المرء لا يضمن ألا تتحول منطقته السكنية إلى غابة من العمارات في أي وقت ودون سابق إنذار.

أعلم أن سنة الحياة التغير، ودوام الحال من المحال، لكن لماذا نضع تصنيفات للأراضي والمناطق ونلزم آلاف الناس بها ثم ننسفها في لحظة من أجل عيون فرد أو فردين؟

المدارس:

منظر الطلبة في نهاية اليوم الدراسي وهم ينتظرون أولياء أمورهم أو الباص في الجو المليء بالرطوبة الخانقة وتحت أشعة الشمس الحارقة منظر محزن. وأعتقد أنه آن الأوان أن نتوسع في تظليل مواقع الانتظار للطلبة خارج سور المدرسة كي تتسع للجميع. وطالما نصرف الملايين في بناء المدارس الحديثة فلن يضر أن نكون أكثر كرماً في توفير المواقع المظللة والتي لا تكلف الكثير. للعلم، هذا الحال تعاني منه المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء.

أما الازدحام الذي تشهده الشوارع المحيطة بالمدارس خلال هذه الفترة فحدث ولا حرج ولم يقلل منه وجود أفراد شرطة المجتمع على الرغم من جهودهم المشكورة خلال فترة خروج الطلبة من المدارس. والعتب أولاً يقع على أولياء الأمور وسائقي الباصات الذين يصرون على حجز الشوارع لمركباتهم غير آبهين بالحركة المرورية وبالآخرين الذين يحتاجون للمرور من نفس الشارع.

أما الفوضى الواضحة التي تشهدها «الهدة» فتحتاج إلى تنظيم وإشراف ومراقبة وعلى القائمين على المدارس القيام بهذه الأدوار من خلال تواجدهم خارج سور المدرسة ومع الطلبة.

أحد أولياء الأمور من مدينة حمد يتساءل، لماذا لا يتم فتح مواقف المدارس الداخلية للباصات وتترك الشوارع المحيطة بالمدارس لانتظار أولياء الأمور خاصة أن بعض مدارس مدينة حمد تشهد ازدحاماً «فظيعاً»، حسب قوله.