واشنطن - نشأت الإمام

أقر مجلس النواب الأمريكي بأغلبيته الديمقراطية نصين من التشريعات الرامية لإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة، الذي بدأ قبل نحو أسبوعين في وكالات اتحادية عدة، وتمويل وزارة الأمن الداخلي حتى 8 فبراير المقبل.

وتحدت الديمقراطية نانسي بيلوسي الرئيس دونالد ترامب فور عودتها التاريخية إلى رئاسة مجلس النواب، بحصولها على موافقة الأغلبية الجديدة على إجراءات تهدف إلى إنهاء "الإغلاق" الذي يشل عدداً من الإدارات الأمريكية.



لكنّ الرئيس الأمريكي يعارض بشدة هذين الإجراءين لأنهما لا يلحظان تمويلاً بقيمة خمسة مليارات دولار لبناء الجدار الحدودي الذي يريده مع المكسيك ويرفضه الديمقراطيون. وقال المحلل السياسي أدريانو باسيلي لـ "الوطن"، إن "ترامب سيظل يعاني في الفترة القادمة كثيراً بعد أن استعاد الديمقراطيون سيطرتهم على مجلس النواب وهذا سيؤدي دون محالة إلى تصادم الرئيس دونالد ترامب مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي".

ويطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمبلغ 5 مليارات دولار لتمويل بناء جدار على الحدود الجنوبية، وهو ما يدعي أنه سيحمي البلاد من المهاجرين غير الشرعيين. ومع ذلك، فإن الديمقراطيين غير مستعدين للموافقة على ميزانية تمول الجدار، الذي يعتبرونه وسيلة تحايل سياسية باهظة التكلفة وغير فعالة.

وقد أدى المأزق بشأن الميزانية إلى إغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية منذ 22 ديسمبر، ورغم المحادثات الجارية بين الحزبين، لا يوجد ما يشير إلى إحراز تقدم في الاتفاق على اتفاق يمر عبر الكونغرس.

وبموجب مشاريع القوانين سيتم تمويل وزارات الخارجية والتجارة والزراعة والعمل والخزانة وغيرها من الوكالات حتى 30 سبتمبر، أي حتى نهاية السنة المالية الحالية.

وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق "إن مستشارين للرئيس دونالد ترامب سيوصونه باستخدام حق النقض لمنع إقرار القوانين إذا صادق الكونغرس عليها من دون تقديم أي أموال إضافية لمقترح ترامب ببناء جدار على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة".

وتحدت الديمقراطية نانسي بيلوسي الرئيس دونالد ترامب فور عودتها التاريخية إلى رئاسة مجلس النواب، بحصولها على موافقة الأغلبية الجديدة على إجراءات تهدف إلى إنهاء "الإغلاق" الذي يشل عدداً من الإدارات الأمريكية.

لكنّ الرئيس الأمريكي يعارض بشدة هذين الإجراءين لأنهما لا يلحظان تمويلاً بقيمة خمسة مليارات دولار لبناء الجدار الحدودي الذي يريده مع المكسيك ويرفضه الديمقراطيون.

وهذه الإجراءات التي تنذر بالمواجهة في السنتين الأخيرتين من ولايته الرئاسية، لن تمر على الأرجح في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه حزبه الجمهوري.

وبالنسبة لنانسي بيلوسي والديمقراطيين، يتعلق الأمر بأن يبرهنوا عن حس "بالمسؤولية" عبر بذلهم كل الجهود للخروج من مأزق الميزانية، بينما يواصل ترامب ما يعتبرونه "نزوات".

ويفترض أن يلتقي الطرفان في البيت الأبيض لمحاولة التوصل إلى حل "للإغلاق" الذي يشل 25 بالمئة من الإدارات الفيدرالية منذ أسبوعين تقريبا.

وكانت بيلوسي اعترفت عند تسلمها مهامها بأنه "يجب ألا نتوهم، عملنا لن يكون سهلا (...) نعد بأن نحترم بعضنا عندما نختلف".

وكانت نانسي بيلوسي تولت رئاسة مجلس الشيوخ من 2007 إلى 2011 وأصبحت بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب الأساسي في تاريخ البلاد.

وبعد حالة من الفوضى تخللها بكاء رضيع، أقسمت بيلوسي "78 عاماً"، التي انتخبت بغالبية 220 صوتاً، اليمين محاطة بأحفادها وأبناء أعضاء آخرين جاؤوا لحضور المراسم.

وبدأ الكونغرس الـ 116 في تاريخ الولايات المتحدة ظهر الخميس رسمياص دورته. وهو يضم 435 عضواً في مجلس النواب ومائة عضو في مجلس الشيوخ.

وأمام المجلس الجديد الذي يضم عدداً قياسيا من النساء ومن أفراد أقليات رحبت بيلوسي بالأعضاء الجدد الذين "سيعززون بفضل تفاؤلهم ومُثُلهم الديمقراطية".

وبعدما أكدت أنها تعود إلى منصبها و"كلها ثقة في المستقبل"، أقرت بما ينتظرها من "تحديات"، وقالت إنها تريد حماية الطبقة الوسطى بينما نجح ترامب في 2016 بإغراء بعض الذين خاب أملهم في "الحلم الأمريكي". لكنها وجهت أيضا رسالة انفتاح حيال المهاجرين.

وحول البيئة، استخدمت بيلوسي لهجة قاسية بينما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس. وقالت "علينا أن نهتم بالتهديد الوجودي في عصرنا: أزمة المناخ".

وفي مجلس الشيوخ، ترأس الجلسة نائب الرئيس مايك بنس خلال أداء الأعضاء القسم وسط تصفيق.

وينذر الخلاف حول "الإغلاق" بمعارك شرسة مقبلة بين الديمقراطيين والبيت الأبيض، ويعد بتحقيقات برلمانية عديدة.

وعلى رأس اللائحة الشبهات بتواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب الانتخابية في 2016 بينما يسمم ولاية الرئيس منذ بدايتها تقريبا التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر.

وبسيطرتهم مجدداً على مجلس النواب، سينتزع الديمقراطيون عملياً رئاسة لجان برلمانية تتمتع بسلطات واسعة للتحقيق وخصوصا استدعاء شهود للإدلاء بإفاداتهم وإصدار أوامر بتقديم وثائق.

وقد وعدوا أساساً بأن يطلبوا من الرئيس الثري تقديم بياناته الضريبية.

ووراء كل هذا الاضطراب، إمكانية إطلاق إجراءات إقالة أو "عزل" قد ترتسم معالمها بوضوح.

لكن نانسي بيلوسي استبعدت حالياً هذه الفكرة مؤكدة أنها تريد انتظار نتائج التحقيقات أولاً.

وبيلوسي المعروفة بحسها التكتيكي، ستسعى إلى تحقيق التوازن بين الشباب المنتخبين حديثا الذين يدفعون باتجاه "مقاومة" ترامب، والديمقراطيين الأكثر اعتدالاً الذين فازوا في دوائر مؤيدة لترامب.

وفي احترام للتقاليد، كتبت بيلوسي في تغريدة على تويتر "دعوت دونالد ترامب إلى إلقاء خطابه عن حال الاتحاد أمام دورة مشتركة للكونغرس في 29 يناير 2019". ونشرت صورة للدعوة التي وجهتها إلى رئيس الولايات المتحدة.

وتقليديا، يدعو رئيس مجلس النواب سيد البيت الأبيض إلى إلقاء هذا الخطاب السنوي أمام مجلسي النواب والشيوخ.

وتجاهل ترامب لدقائق المعركة حول بناء الجدار على حدود المكسيك ليهنئ نانسي بيلوسي على انتخابها، معبرا عن أمله في العمل معها خصوصاً في مشاريع كبرى للبنى التحتية.

وكانت بيلوسي أكدت اعتزامها رفض تمويل الجدار على حدود الولايات المتحدة الجنوبية مع المكسيك، الذي يعتبر السبب الرئيسي للإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية الذي بدأ سريانه في 21 ديسمبر الماضي.

وقال المحلل السياسي أدريانو باسيلي لـ "الوطن"، إن "ترامب سيظل يعاني في الفترة القادمة كثيراً بعد أن استعاد الديمقراطيون سيطرتهم على مجلس النواب وهذا سيؤدي دون محالة الى تصادم الرئيس دونالد ترامب مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي".

ووافق الديمقراطيون في مجلس النواب على "مشروع قانون الميزانية الخاص بهم لإعادة فتح الدوائر الفيدرالية التي أغلقتها عملية الإغلاق، على الرغم من أنها ستحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ ليصبح قانونًا، وهذا يبدو غير محتمل، أن مجلس النواب تجاهل موضوع تمويل الجدار الذي يصر عليه ترامب".

وردت بيلوسي على تساؤلات وسائل الإعلام عقب نهاية جلسة مجلس النواب التي صوت فيها على مشروع القرار إنه إذا كانت ستعطي ترامب بعض المال الذي يريده من أجل إنهاء عملية الإغلاق، الأمر الذي ترك مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين دون أجر، حيث ردت بالقول، "لا ، لا شيء للحائط". "نحن نتحدث عن أمن الحدود، كم عدد المرات التي يمكن أن نقول فيها لا؟ لا ، لا شيء للحائط."

ووصف زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل خطة الميزانية للديمقراطيين في مجلس النواب بأنها "غير رسمية" وحثهم على "الجدية".

وقال ماكونيل أمام مجلس الشيوخ "هذا هو بالضبط نوع الاقتراح الذي نتوقعه إذا ما اختار الديمقراطيون الجدد في مجلس النواب تنظيم عرض جانبي سياسي بدلاً من القيام بالعمل الشاق للمساعدة في حكم البلاد. وبعبارة أخرى فإن ذلك سيؤدي إلى عدم القيام بأي إجراء".