بيروت - بديع قرحاني

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من بيروت أنه "لا يوجد توافق بعد بشأن السماح بعودة سوريا إلى الجامعة".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في بيروت "أتابع بدقة شديدة جدا هذا الموضوع، ولكنني لم أرصد بعد أن هناك خلاصات تقود إلى التوافق الذي نتحدث عنه والذي يمكن أن يؤدي إلى اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعلنون فيه انتهاء الخلاف وبالتالي الدعوة إلى عودة سوريا لشغل المقعد".



ومن المقرر أن تعقد الجامعة العربية اجتماع قمة لزعماء الدول الأعضاء في نهاية مارس في تونس.

وعند سؤاله عن فرص إعادة سوريا إلى الجامعة، أشار أبو الغيط إلى أنه "من المقرر أن يعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء اجتماعين قبل القمة".

وأضاف "لكن المسألة ليس مسألة وقت، المسألة هي إرادة، المسألة هي توافق الدول فيما بينها. يجب لكي تعود سوريا أن يكون هناك توافق".

من جانبه، أبلغ الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال استقباله له الاثنين، في قصر بعبدا، أن "لبنان شكل لجنة لمتابعة تنفيذ قرارات مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الذي عقد في بيروت في 20 يناير الماضي، نظراً للأهمية تلك القرارات وانعكاساتها الإيجابية على العمل العربي المشترك".

وأشار الرئيس عون إلى أن "لبنان سيراسل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتفاصيل المتعلقة بالاقتراح الذي قدمه رئيس الجمهورية للقمة لجهة تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنتها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام".

وكان أبو الغيط نقل إلى الرئيس عون في مستهل اللقاء الذي حضره الأمين العام المساعد السفير حسام زكي وممثل الجامعة العربية في بيروت السفير عبد الرحمن الصلح، التهاني بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة متمنياً أن يتعزز الاستقرار والأوضاع الاقتصادية في لبنان. واطلع الأمين العام الرئيس عون على التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القمة العربية في تونس نهاية شهر مارس المقبل، والقمة العربية الأوروبية التي ستنعقد في شرم الشيخ أواخر الشهر الجاري. وأشار أبو الغيط إلى أن اقتراح الرئيس عون بتأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية، سيوضع على جدول أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي فور وصول الطلب اللبناني الرسمي على هذا الصعيد.

وكانت جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في عدد من الدول العربية والتطورات الإقليمية.

وبعد اللقاء، صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية للصحافيين، فقال: "تشرفت صباح الاثنين بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقد حضرت خصوصاً لكي أعبر لفخامته عن عميق تهاني الجامعة العربية، وتهاني الشخصية على تشكيل الحكومة اللبنانية، متمنياً بالتأكيد، الكثير من الاستقرار والنمو والتحرك والتقدم للبنان، واتيحت لي مناقشة نتائج القمة الاقتصادية التي عقدت في 20 يناير الماضي، وكان واضحاً اهتمام الرئيس عون بمتابعة مقرراتها حيث كانت له مبادرة محددة تتعلق بإنشاء المصرف العربي للتنمية، وقد تناولنا هذا الأمر وكيف يمكن أن تكون هناك مساهمة بالفكر والفلسفة في هذا المقترح اللبناني. وعلى ما أعتقد هناك لجنة لبنانية- لبنانية لدراسة هذا الأمر وطرح الأفكار بالإضافة إلى متابعة كل المقررات".

وأضاف، "أعود مرة أخرى للتأكيد على أن هذه القمة تميزت بالكثير من المقررات الاقتصادية والاجتماعية التي سيكون لها تأثيرها في السنوات المقبلة، وقدمت للرئيس عون تقريراً عن التحضيرات لقمتين أخريين، القمة الاوروبية العربية التي ستعقد في شرم الشيخ في 24 -25 فبراير الجاري، وقد عبرت عن الأمل في أن تكون هناك مشاركة لبنانية عالية على مستوى القمة. كما تحدثت مع الرئيس عون عن القمة العربية العادية التي ستعقد في تونس في نهاية مارس المقبل وعن الإعداد الذي يسير في محاور مختلفة سواء السياسية منها أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية. وقد وعد رئيس الجمهورية أن تكون هناك مشاركة لبنانية ناشطة للغاية سواء في شرم الشيخ او تونس، وهو أمر متوقع لأن لبنان هو دولة تأثير وحضارة وثقافة، وحضوره على هذا المستوى يكون له دائماً التأثير في إنجاح مثل هذا النشاط".

وفي رد على سؤال حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، أوضح الأمين العام للجامعة العربية "بعد التفكير، أقول إني أتابع بدقة شديدة جداً هذا الموضوع، ولكنني لم أرصد بعد أن هناك خلاصات تقود إلى التوافق الذي نتحدث عنه والذي يمكن أن يؤدي إلى اجتماع لوزراء الخارجية يعلنون فيه انتهاء الخلاف، وبالتالي الدعوة إلى عودة سوريا لشغل المقعد. حتى الآن لم أرصد هذا التطور أو المفهوم". وتابع أن "وزراء الخارجية العرب سيلتقون في المجلس الوزاري العادي في 6 مارس المقبل، ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ هناك فرصة متاحة طبعاً أي حوالي ثلاثة أسابيع، وإذا حدث هذا التطور فليكن، أما إذا لم يحصل، فهناك أيضاً اجتماع آخر لوزراء الخارجية في 27 -28 مارس يعقد في تونس، ما زال هناك وقت متاح. ولكن المسألة ليست مسألة وقت بل ارادة، وتوافق الدول بين بعضها البعض داخل الجامعة العربية في اختيار منهج او اتجاه".

وفي رد على سؤال حول تزامن زيارته مع زيارة وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى لبنان، وحقيقة ان هناك تنافس عربي ايراني على الساحة اللبنانية، أفاد أبوالغيط بقوله "لم ارصد هذا الامر، كنت وعدت الرئيس عون ودولة رئيس مجلس الوزراء انني ساعود مرة اخرى فور تشكيل الحكومة للتعبير عن التهاني، لا اعتقد ان العرب يتنافسون على دولة عربية، بمعنى ان لبنان عربي وبالتالي، وفي إطار المجاملة والدفء العربي العربي علينا أن نأتي إليه. صودف وجودي مع وجود وزير خارجية إيران الذي أعرفه معرفة شخصية، ولا مشكلة في ذلك".

وبشأن مشاركة عون في قمتي شرم الشيخ وتونس، أفاد أبوالغيط بأن "الرئيس لم يحدد إذا كان هو من سيمثل لبنان أم دولة رئيس الحكومة إلا أنه وعد أن يكون الحضور اللبناني عالياً جداً".