القاهرة – عصام بدوي

قال رئيس مصلحة سك العملة المصرية، ‏اللواء عبد الرؤوف الأحمدى، إن "مصر تعمل حالياً على إصدار 8 عملات جديدة معدنية، واستبدال ‏شكل النقش عليها بدلاً من توت عنخ آمون، بالمشاريع القومية التي نفذتها ‏القيادة السياسية المصرية خلال الـ4 سنوات الماضية".‏

وذكر فى تصريح خاص لـ"الوطن"، أن "الأشكال الجديدة للعملة المعدنية سي‏تم طرحها فى الأسواق".‏



وأشار إلى أن "هناك إنجازات كبيرة تحققها الدولة ‏وتتمثل في النهضة الحالية، وتحرص مصلحة سك العملة على توثيقها ‏تاريخيا عن طريق العملة المعدنية، ومن أهم هذه الإنجازات، شبكة ‏الطرق وقناطر أسيوط ومدينة العالمين، والعاصمة الإدارية الجديدة، ‏وقناة السويس الجديدة".‏

وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، صورة لعملة الجنيه المصري ‏المعدنية، حملت شعار العاصمة الإدارية الجديدة التي أنشأها الرئيس عبد ‏الفتاح السيسي، وافتتح بها مؤخرًا أكبر مسجد وكاتدرائية بمنطقة الشرق ‏الأوسط.‏

وعرفت الحضارة المصرية القديمة العملات المعدنية فى شكلها البدائى، ‏من خلال الوفاء بالضرائب والرسوم إما بالقمح أو بالمعادن النفيسة مثل ‏الذهب.‏

‏ وفى عهد الدولة الوسطى، أنشأ أمنحتب الأول نظاماً نقدياً باستخدام قطع ‏ذهبية وفضية ونحاسية بأوزان مناسبة لقيمة معدنها، وعلى ضوء هذه ‏النسب تحدد أسعار البضائع المشتراة بها.‏

وهناك ورقة بردى شهيرة باسم "كاهون"، تؤكد وجود وحدة نقدية تدعى ‏‏"الشاعت"، وبها تفصيلات استخدامها، وعلى سبيل المثال، ورد فيها أن ‏قيمة أجر الخادمة عن استخدامها يومين فقط، ثوب قيمته 3.5 شاعت.‏

‏ وحددت مصر قيمة البضائع بالشاعت الذهبى والفضى، إلى أن غزت ‏العملة الفارسية مصر بعد الاحتلال فى عام 500 ق.م، ولم يتم ضرب ‏نقود مصرية حتى عهد الرومان عام 31 ق.م، بينما ظلت العملة اليونانية ‏والرومانية هى المتداولة فى مصر حتى فتحها عمرو بن العاص عام ‏‏639 ميلادية.‏

وكان للنقود شكل خاص فى الحضارة الإسلامية، منذ أن أمر الخليفة ‏عمر بن الخطاب بضرب دراهم، مثل المستعملة فى بلاد فارس سنة 18 ‏هجرية، وعرفت باسم الدراهم الكسروية، ونقش على بعضها "الحمد لله" ‏أو "محمد رسول الله" أو "لا إله إلا الله"، وكان وزن الدرهم يساوى ‏مثقالاً من الفضة، ومن المعروف أنه أول من ضرب النقود فى الإسلام.‏

وفى خلافة عثمان بن عفان، ضرب دراهم نقش عليها "الله أكبر"، ثم ‏ضرب معاوية بن أبى سفيان دراهم عام 41 هجرية، وضرب دنانير نقش ‏عليها صورته وهو متقلد سيفه.‏

وفى عام 65 هجرية، اهتم عبدالملك بن مروان بإصلاح العملة، وشكل ‏لجنة لفحص المكاييل والموازين، وأمر بضرب دراهم ودنانير جديدة ‏سميت بـ "السميرية" ومنع التعامل بالنقود الرومية، وضربت نقود فئة ‏الفلس عام 750م كتب على أحد وجهيها "بسم الله لا إله إلا الله وحده"، ‏وعلى الآخر "محمد رسول الله" وبدائره كتب "ضرب هذا الفلس بمصر ‏سنة 133 هجرية".‏

ومع توالى حكم الدول الإسلامية بدءاً من هارون الرشيد، ثم مروراً بالدولة ‏الطولونية فى مصر، ثم عودة السيطرة للعباسية، ثم الأخشيدية فالفاطمية ‏فالأيوبية، غيرت كل دولة فى شكل العملة، مع الحفاظ على القيمة التى ‏تمثلها، وكذلك سار الأمر فى فترة حكم المماليك البحرية والبرجية إلى أن ‏دخل العثمانيون مصر وضربوا عملتهم المسماة "الزر المحبوب".‏

ومع تولى محمد علي حكم مصر عام 1805، اعتبر إصلاح الشأن ‏الاقتصادى، ومن ضمنه العملة ضمن أولوياته، وكانت العملة المتداولة ‏وقتها هى القرش والبارة.‏

‏ وفى عام 1834 أصدر قراراً يقضى باعتبار الريال أبوطاقة "المثقوب" ‏والمصنوع من الفضة هو وحدة النقود، وقيمته 20 قرشاً، إلى أن أقر الـ ‏‏100 قرش "جنيه مصرى ذهب خالص" كعملة تستخدم فى المعاملات ‏الكبيرة بعد أن حدد قيمة العملات الأجنبية فى مصر.‏

ثم أصدر الخديوي إسماعيل نقوداً نحاسية ضرب على وجهها اسم السلطان ‏عبدالعزيز بن محمود خان عز نصرة، وعلى الوجه الآخر "ضرب فى ‏مصر سنة كذا هجرية"، ثم قرر الخديوي توفيق أن يكون الجنيه هو وحدة ‏العملة المصرية وتم تقسيمه وصولاً إلى أقل فئة وهى ربع قرش.‏

وسنة 1922، ضربت عملة ذهبية فى لندن باسم الملك فؤاد عليها ‏صورته بالملابس الملكية على قطع نقدية فئة الجنيه والـ 5 جنيهات، ‏ونقش عليها "فؤاد الأول ملك مصر"، وعام 1924 ضربت فى مصر ‏نقود نيكل من فئة المليمين و5 و10 مليمات وقطعة برونزية فئة نصف ‏المليم.‏

وفى عام 1937، ضربت نقود فضية فى دار السك فى لندن فئة 20 و10 ‏و5 قروش وقرشين باسم الملك فاروق الأول، كتب على أحد وجهيها ‏فاروق الأول ملك مصر، وصورته بجوار الكتابة، والوجه الثانى ‏‏"المملكة المصرية سنة 1937 ميلادية".‏